بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
تتفاقم الاحوال المعيشية للنازحين والمهجرين قسراً من ديارهم يوماً بعد يوم، لا سيما في ظل تدني درجات الحرارة واستمرار تساقط الأمطار وافتقارهم لأبسط مقومات الحياة، وبشكل أساسي مواد التدفئة، الأمر الذي دفع الكثير منهم لحرق ملابسهم أو البحث في حاويات النفايات وحرق البقايا البلاستيكية وأكياس النايلون بهدف تأمين التدفئة لأطفالهم.
الحاجة "أم حسن" من ريف حماة تقول: "نزحت أنا وأطفالي من ريف حماة بعد استشهاد زوجي وتقدم قوات النظام إلى قريتنا، وبعد أن شردنا النظام وبقينا في العراء لعدة أيام، قدم لنا أحد سكان مدينة "كفرتخاريم" منزله القديم كان قد تعرض لقصف سابق من قبل الطائرات.
واضافت في حديث لبلدي نيوز، "استطعت أن أتدبر أمري أنا وأطفالي في هذا المنزل رغم المعناة في فصل الصيف، إلا أنه يبقى أفضل من الإقامة في العراء، ولم أكن أدرك ما سيجري في فصل الشتاء".
وأشارت إلى أنها حتى الأن ورغم كل هذا البرد الذي مر لم تستطع شراء مدفئة، لمواجهة البرد في ظل وجود أربعة أطفال، فسوء الأحوال المادية وعدم وجود معيل لهم أجبرها على اللجوء إلى حرق معظم الملابس والأحذية القديمة، كما بدأت بالبحث في مكبات القمامة في المدينة وعلى أطرافها بغية جمع المخلفات البلاستيكية والقماشية لتستخدمها في التدفئة.
بدوره، "غسان أبو نجيب" صاحب محل ألبسة وأحذية مستعملة في ريف إدلب قال لبلدي نيوز: "نسبة كبيرة من الفقراء والنازحين يترددون للحصول على الأحذية والألبسة القديمة، ومنهم من يطلب شراء الأشياء الرخيصة ليستخدمها للتدفئة بدلاً عن المازوت والحطب، والسبب أن أحوالهم المعيشية لا تسمح لهم بالحصول على وسائل تدفئة أفضل.
ويعيش الآلاف من النازحين والمهجرين قسراً في المخيمات العشوائية شمال سوريا، ويعانون من ظروف معيشية صعبة في ظل انعدام فرص العمل وغياب شبه تام للمنظمات الإنسانية، وعدم توفر مواد التدفئة لمواجهة برد الشتاء.