بلدي نيوز- (أحمد العلي)
أنجبت سوريا الكثير من القامات النبيلة التي عملت ما بوسعها لخدمة أبناء هذا الشعب، ولعل ما زاد في إصرارها على تقديم المزيد هو الثورة على النظام القمعي في سوريا.
(علي عباس) ابن بلدة كللي بريف إدلب، يلقبه أهالي المنطقة بـِ "طبيب الفقراء" لم يمنعه الكرسي المتحرك وقدمه المبتورة من القيام بواجبه الإنساني، وتقديم الدعم للفقراء من أبناء منطقته، وهو المعتقل لسنوات في سجون آل الأسد.
يقول الطبيب (على عباس) في حديث لبلدي نيوز: "اعتقلت إبان الأحداث التي شهدتها سوريا في الثمانينيات، وقضيت 16 عاما في سجن تدمر، تعرضت خلالها لكافة أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، فقدت صوتي خلال فترة من الزمن بسبب التعذيب وضربي على الحنجرة من قبل جلادي النظام، ليعود تدريجيا بعد فترة من الزمن".
وأضاف؛ "بعد خروجي من المعتقل تابعت دراستي وتخرجت من كلية الطب وفتحت عيادة وباشرت بممارسة المهنة، أصبت بداء السكري بعد ذلك وأجريت عملية جراحية في قدمي انتهت ببترها من فوق الساق نتيجة عمل جراحي غير ناجح، وأنا الآن أعاني من العجز"، ويستدرك بالقول: "ولكن هذا العجز لم يمنعني من متابعة حياتي وقهر الظروف ومتابعة العمل كطبيب في المستوصف، افتتحت عيادة لمعالجة الاشخاص مجانا، وكان يأتي بعض المرضى إلى المنزل فأقوم بمعاينتهم وتقديم النصائح والدعم لهم".
(عباس) يتحدر من بلدة كللي ويبلغ من العمر 63 عاما، شارك منذ بداية الثورة في المجال الطبي، وكان عنصراً فعالاً يداوي الجرحى، وبعد قصف منزله من طائرات النظام السوري، هاجر إلى تركيا مدة 6 أشهر ثم عاد للبلدة ليتابع ما أقسم عليه بخدمة أهل بلدته التي كانت تخلو من الأطباء في ذلك الوقت، ويقدم العلاج للمرضى والمصابين من قصف طائرات النظام ومدفعيته، وساهم بإنشاء مركز طبي في البلدة، وعمل فيه بشكل تطوعي يعالج المرضى دون مقابل مادي.
من جهته، قال (عبد اللطيف) الأحمد مدير المركز الصحي في كللي لبلدي نيوز: "عانى الطبيب علي فترة طويلة خلال وجوده بالسجن، وبعد خروجه تابع عمله كطبيب وعامل الناس بكل حب وصدق، وساعدهم وقدم لهم العون من خلال العمل المجاني، وكان يزور بعض المصابين في منازلهم ويقدم لهم العلاج، ويشهد له بالأخلاق وحب العمل".
أحد المرضى وخلال مراجعته قال: "الطبيب علي العباس من الأطباء المشهورين بالمنطقة، والمعروف بـ "طبيب الفقراء" كونه يعالج الكثير من المرضى بشكل مجاني وخاصة الفقراء".
وأضاف؛ "هذا الرجل من المبدعين والمجدين بعملهم بالرغم من معاناته وخروجه من السجن وبتر رجله، فهو طبيب معروف بالمنطقة والطبقة الفقيرة التي مثلي يقصدونه بشكل دائم، وأنا شخصيا أشعر بالراحة بعلاجي عنده".