اقتتال "الزنكي" و"تحرير الشام".. التوقيت والأسباب - It's Over 9000!

اقتتال "الزنكي" و"تحرير الشام".. التوقيت والأسباب

بلدي نيوز - (عساف الأحمد)
تجدد الاقتتال بين فصيلي "هيئة تحرير الشام" و"حركة نور الدين الزنكي"، إحدى مكونات الجبهة الوطنية للتحرير بريف حلب الغربي، بعد توقف دام لأشهر بين الطرفين بتدخل وجهاء من عدة فصائل عسكرية أبرزهم فيلق الشام التابع للجبهة الوطنية للتحرير، والتفاهم على اتفاق يقضي بفك أسرى الطرفين الذين تم احتجازهم خلال الاقتتال، والتي خلف حينها أيضاً عشرات القتلى بينهما وسقوط عدة شهداء مدنيينن جلهم أطفال بريف حلب الغربي والشمالي (دارة عزة - عندان - عويجل - أورك الكبرى - ريف المهندسين).
*تجدد الاقتتال*
في ظهيرة يوم الجمعة الفائت تعرضت مجموعة لهيئة تحرير الشام لعملية اغتيال طالت خمسة عناصر منهم على أطراف مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، الخاضعة لسيطرة حركة نور الدين الزنكي، واتهمت خلالها تحرير الشام فصيل نور الدين الزنكي بضلوعه بقتل تلك المجموعة عبر استهدافهم من قمة جبل الشيخ بركات الواقع في محيط دارة عزة، في وقت نفت خلالها الحركة تلك الاتهامات.
وعقب مضي يومين عن مرور الحادثة اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في مدينة دارة عزة غرب حلب، وتقدمت تحرير الشام على حركة نور الدين الزنكي وأسر الطرفان عناصر من بعضهما، وتدخلت وساطات من فصيل أنصار الدين لفض ذلك النزاع وتسليم الأسرى، وعقب مضي يوم واحد فشلت تلك الوساطة وبدأت رحى المعارك بين الطرفين بالقرب من مدينة دارة عزة غرب حلب، وسقط عشرات القتلى من الطرفين وأسر العشرات أيضاً.
*ما وراء الاقتتال*
تتسم مدينة "دارة عزة" بموقعها الإستراتيجي الفاصل بين ما باتت تعرف بـمنطقة "غصن الزيتون" ومناطق ريف حلب الغربي ومنطقة إدلب، ويسعى الطرفان للسيطرة على هذه المنطقة لما تشكله من أهمية اقتصادية إذ تعتبر منفذاً ومعبراً استراتيجياً ومن يتحكم به يمكنه تعزيز نفوذه في المنطقة المحررة، ويفرض رؤيته على باقي الأطراف.
*مطامع الاقتتال*
وعقب مضي عدّة أيام من المعارك بين الطرفين تمكنت تحرير الشام من إحكام سيطرتها على جبل الشيخ بركات الاستراتيجي ومدينة دارة عزة، فيما لاتزال الاشتباكات مستمرة في منطقة الأشرفية الواقعة شرق مدينة دارة عزة والتي تربطها مع القرى والبلدات التي يسيطر عليها فصيل الزنكي، حيث تسعى تحرير الشام للتحكم بكافة المعابر التي تربط المناطق المحررة حيث تمكنت من السيطرة على (معبر مورك) وافتتاح (معبر العيس) بالإضافة إلى سيطرتها على (معبر باب الهوى) في وقت سابق بعد معارك مع حركة أحرار الشام في شهر آب عام 2017 الماضي.
وبعد سيطرتها على مدينة دارة عزة تكون قد أحكمت قبضتها على كافة المنافذ والمعابر، حيث بإمكانها التحكم بحركة البضائع وفرض رسوم جمركية عليها بالإضافة إلى التحكم بسعر السلع الرئيسية وجني أرباح طائلة من خلال تلك الرسوم على البضائع وأهمها المحروقات التي تأتي من مناطق (غصن الزيتون) مروراً بمدينة دارة عزة بريف حلب الغربي.
*توقيت الاقتتال*
في وقت سابق قال مصدر عسكري رفيع في المعارضة السورية - فضل عدم ذكر اسمه - في تاريخ 15 / 12 / 2018 دعت المخابرات التركية جميع قادة الفصائل في الشمال السوري المحرر (منطقة إدلب)، وتم عقد اجتماع في تركيا ضم جميع قادة الفصائل أبرزهم (أبو محمد الجولاني - وتوفيق شهاب الدين)، وكان فحوى الاجتماع الذي استغرق 4 ساعات متواصلة هو إيصال رسالة من الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" عن طريق المخابرات التركية إلى فصائل المعارضة مضمونها "الاندماج الكلي" والتخلي عن نعرات الفصائل، لتشكيل جسم واحد نكون داعمين له في الفترة القادمة.
وأضاف المصدر؛ أن الاستخبارات التركية طلبت من القائد العام لحركة نور الدين الزنكي "توفيق شهاب الدين" أن يكون حليفاً لتركيا كما (الجولاني)، ليتمكن الأتراك من ضبط جميع المناطق المحررة والتخلي عن التناحرات، بيد أن "شهاب الدين" امتنع عن الإجابة ورغب أن يكون هو الوحيد بعيداً عن تحرير الشام.
*ضحايا الاقتتال*
المدنين هم الخاسر الأكبر خلال المواجهات بين الفصائل المتصارعة في الشمال السوري المحرر وذلك بسبب استخدام تلك الفصائل المدفعية الثقيلة والرشاشات أثناء الاشتباكات الدائرة بينهم وكان آخرها استشهاد ثلاثة مدنيين في مدينة دارة عزة، بينهم ممرض في مشفى كنانة كما استشهد اثنين آخرين اليوم الأربعاء في منطقة خان العسل غرب حلب.

مقالات ذات صلة

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب

إدلب.. "الهيئة" تعلن القضاء على المتهمين باغتيال "القحطاني"

احتجاجات واسعة بسبب رفع مادة المازوت بريف حلب

إدلب.. عودة المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط زعيم "الهيئة"

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

"الهيئة" تمنع إقامة فعالية ثورية في إدلب