بلدي نيوز- حلب (عبد القادر محمد)
رافقت الأمراض المزمنة الكثير من مهجري الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري، بسبب نقص التغذية وندرة الدواء، جراء الحصار الذي فرضه نظام الأسد، خلال السنوات الماضية.
ويكاد من الصعب الاستشفاء من تلك الأمراض في وقت قريب، لاسيما لدى كبار السن القادمين من قلب الحصار والحرب.
ويعتبر "عبد الرزاق نداف" أحد الذين يعانون من تبعات صحية وأمراض مزمنة، حيث تسبب هبوط نسبة الكلس لديه بتساقط أسنانه واحدا تلو الآخر، وفق ما أخبره الأطباء.
يقول نداف لبلدي نيوز: "لست أنا الوحيد بل الآلاف أصيبوا بأمراض مزمنة نتيجة انعدام الغذاء، وأنا أصبت بنقص الكلس الذي أدى لتخلخل الأسنان وضعف في العظام، حيث سقطت أغلب أسناني".
ويكمل نداف "بعد أن هجرت إلى الشمال السوري حاولت أن أصلح ما بقي، لكن التكلفة كبيرة ولا أستطيع دفع 400 دولار لقاء ذلك، وقمت بقلعهم جميعاً وأنا لا أتجاوز 45 عاماً ومثلي كثيرون".
"أبو علي" أحد سكان مخيم البل وهو مهجر من الغوطة الشرقية قال لبلدي نيوز: "لدي طفل عمره 4 سنوات تعرض لضعف نمو وجفاف نتيجة ضعف الغذاء في الغوطة الشرقية أثناء الحصار، وعانيت كثيراً في تأمين الغذاء والحليب له آنذاك دون أن أستطيع الحد من المرض".
وأكمل بالقول: "كما تعلمون بعد تهجيرنا من الغوطة إلى الآن وأنا أحاول تعويض ابني لكنه يحتاج فيتامينات وبعض الأغذية المكلفة ليستعيد صحته ولا نملك حالياً المال الكافي لذلك".
بدوره، قال الطبيب "سمير موسى": "إن سوء التغذية أصبح من الأمراض الشائعة في المخيمات عموماً والمهجرين من الغوطة الشرقية خصوصاً، فقد وصلتنا حالات كثيرة تضمنت ضمور في العضلات وضعف ووهن عام وانخفاض في مستوى الكلس لحد كبير وضعف نمو لدى الأطفال".
وأضاف موسى أن "هذه الحالات سببها ضعف وسوء التغذية بسبب الفقر المنتشر بين المهجرين والنازحين وبالنسبة لمضاعفاته فقد تصبح خطيرة إذا لم يتم تدارك الأمر وعلاجه والبدء ببرنامج غذاء بإشراف طبي"، مشيراً إلى أن بعض المرضى اصطحبوا مرضهم معهم من الغوطة فمنهم من فقد أسنانه أو تأخر النمو لدى أطفاله.