بلدي نيوز – حلب (عبد القادر محمد)
"النزوح أذلنا ولم يخطر على بالنا يوماً، أن نصل إلى ما نحن فيه الآن.. أكاد أصاب بالجنون عند التفكير بهذه الحال"، بهذه الكلمات تحدثت "إيمان" لبلدي نيوز، وهي مهجرة من مدينة حلب وتقطن مخيمات ريف حلب الشمالي.
تروي "إيمان" لبلدي نيوز حجم الألم الذي لا يفارقها، تقول: "عندما استيقظ صباحاً وأرى الواقع الذي أعيش به، في خيمة لا تمنع عن ساكنها قيظ الصيف وصقيع الشتاء، أشعر باليأس الذي لا يوصف والإحباط القاتل".
"إيمان مصطفى" سيدة ثلاثينية، استشهد زوجها وولداها، جراء القصف الهمجي على حلب من قبل قوات نظام "الأسد"، وتهجرت "إيمان" إلى الشمال السوري المحرر مصطحبة معها أولادها الأربعة، وبعض الملابس ومفاتيح ما تبقى من منزلها، وكم كبير من الهموم.
"إيمان" هي فرد من بين 25 ألف عائلة تهجرت من حلب، تقطن مخيمات ريف حلب الشمالي، في ظروف إنسانية صعبة، وشح المساعدات والإغاثات التي تقدمها المنظمات.
يقول "عمر زيدان" المدير العام لمخيمات النازحين بريف حلب الشمالي، لبلدي نيوز: "يوجد في ريف حلب الشمالي، أكثر من 40 مخيماً، بينهم عدد من المخيمات العشوائية، وتفتقر لأدنى مقومات الحياة، فالخيام مهترئة غير صالحة للاستخدام، وتفتقر معظم المخيمات لعوازل الأمطار، وكذلك مياه الشرب النظيفة.. البرد الشديد والوحل، الشيء الوحيد الذي تشاهده هنا".
ويعاني النازحون والمهجرون في مخيمات الشمال السوري المحرر من أوضاع إنسانية مزرية للغاية، رغم مناشدات المجالس المحلية والمنظمات الإنسانية للمنظمات الدولية الداعمة لتخفيف معاناة الناس، وتوفير اللقاح والأدوية ووسائل التدفئة والمحروقات، واستبدال الخيم، إلا أن هذه المناشدات لم تلق آذاناً صاغية.