بلدي نيوز – (مرح الشامي)
واصلت قوات النظام وحلفائه الروس خرق الهدنة المزعومة، حيث قصفت خلال اليومين الماضيين عددا من المدن والبلدات السورية المحررة، مخلفةً شهداء وجرحى.
وصعد الطيران الروسي منذ فجر اليوم، قصف المشمولة في حلب، وارتكب مجزرة بحق عشرات المدنيين.
تهديد بالرد
ويرى قائد فرقة السلطان مراد في ريف حلب "فهيم أبو حمد" أن قوات النظام في أول أيام الهدنة لم تلتزم بها، وخرقتها بعد عدة ساعات من بدئها، حيث قصفت بالمدفعية عدة بلدات يوم أمس، ليأتي الطيران الروسي منذ فجر اليوم، ويرتكب مجزرة في جمعية الهادي، راح ضحيتها 12 مدنياً، وتساءل القيادي "أتلك هي الهدنة المتفق عليها؟".
وأشار أبو أحمد، إلى أنه وفي حال استمرت قوات النظام بخرق الهدنة والقصف المدفعي والصاروخي المستمر، سوف يتم الرد عليهم، مهما كلّف الأمر.
وأضاف إن "الهدنة متفق عليها من قبل واشنطن وموسكو، وقد وافقت جميع الفصائل ووافق النظام عليها، فلماذا من أول يومين بدأوا بخرق الهدنة وارتكاب المجازر، لم يختلف الوضع عن ذي قبل، بل أصبح أكثر مأساوية، حيث خرجوا المدنيين بظن أن القصف قد توقف عليهم".
وأردف، "مدفعية النظام قد قصفت يوم أمس خمس نقاط في ريف حلب، وهي (مدينة عندان وحرش خان طومان، وقريتي الكماري وقناطر والأحياء المحيطة بثكنة هنانو)، ليتنفس المدنيون تنفس الصعداء عند فجر اليوم ليأتي الطيران الروسي مسانداً حليفه النظام ويرتكب مجزرة بحق عشرات المدنيين في جمعية الهادي بالقرب من بلدة بابيص، حيث استهدف الطيران الروسي ثماني نقاط اليوم الأحد، راح ضحية القصف شهيد في بلدة قبتان الجبل، وشهيد آخر ضحية طلقات نارية من قبل قناص النظام على طريق الكاستيلو".
وفي ريف حماة، أكد مراسل بلدي نيوز أن قوات النظام وحلفائه الروس خرقوا الهدنة في عدة مناطق.
ونقل مراسلنا عن "ماهر واكية"، وهو قائد اللواء 51 التابع لجيش التوحيد قوله "لم يلتزم النظام بوقف إطلاق النار نهائيا، فاليوم حاول النظام اقتحام قرية حربنفسة في ريف حماه الجنوبي، وقصف أيضا قرية تيرمعلة بالطيران الحربي والبراميل المتفجرة وقصف مدينة تلبيسة بقذائف الهاون في ريف حمص"، مشيرا إلى أن الثوار ملتزمين بضبط النفس على هذه الخروقات كي لا يتم اتهامهم بخرق الهدنة وإفشالها.
وأضاف واكية، "نحن كفصيل متواجد في بلدة حربنفسة نؤكد على أننا لم نقم إلا بصد محاولات التقدم البرية ولم نرد على مصادر النيران"، مهددا في حال استمرت هذه الحملة سيرد جيش التوحيد على مصادر النيران مهما كان مصدرها.
وأرف القائد، "أمس السبت واليوم الأحد، النظام والطيران الروسي استهدفا خمس نقاط في مدينة حمص، حيث قصف بقذيفة هاون مدينة تلبيسة، واستهدف النظام بثلاث قذائف هاون أخرى قرية الغنطو، في الوقت الذي قصف بقذيفة دبابة قرية تير معلة، أماّ اليوم فقد قصفت قوات النظام بقذيفتي هاون قرية الدار الكبيرة، واستهدف طيرانها المروحي بالبراميل المتفجرة قرية تير معلة، ليساندها بعد ذلك الطيران الروسي ويشن أربع غارات جوية على قرية تير معلة في تمام الساعة 4:30 عصر اليوم".
الأسد خرق الهدنة
وفي خرق واضح للهدنة يوم أمس واليوم الأحد، استهدفت قوات النظام أمس السبت تسع نقاط في غوطتي دمشق الشرقية والغربية، حيث استشهد مدنيان جراء قصف قوات النظام بالدبابات مزارع خان الشيح، وقصفت قوات النظام بثلاثة صواريخ من نوع أرض – أرض وعدة قذائف مدفعية بلدة بالا، بالتزامن مع محاولاتهم اقتحام البلدة، فيما استهدفت قناصة النظام مدنيا في بلدة معضمية الشام، ما أدى لإصابته بجروح متوسطة، كما قصفت بالمدفعية والرشاشات الثقيلة أحياء مدينة داريا ومزرعة بيت جن ومغر المير.
واستهدفت قوات النظام نقطتين في الغوطة الشرقية، اليوم الأحد، حيث قصفت بخمس قذائف بلدة بالا، واستهدفت بثلاث قذائف أخرى بلدة حرستا القنطرة.
ويرى الناشط في مركز داريا الإعلامي "سلطان الشامي" أن هذه الخروقات كانت متوقعة من النظام وحلفائه، لأن هدفهم هو القتل والتدمير، وقال "لا يريدون لنا الحرية والعيش الكريم، ومن المتوقع في الأيام القادمة أن تتزايد هذه الخروقات من قبل النظام لأن أي وقف لإطلاق النار يعني سقوطهم دون أدنى شك".
بدوره، قال الناشط الإعلامي في مدينة معضمية الشام "داني قباني" لبلدي نيوز "بالنسبة للعصابة الحاكمة وروسيا لا يعتبر أي قصف خرقاً لأنهما بررا قتل السوريين بحجة مكافحة الإرهاب قبل هذه الهدنة المزعومة وبعدها، وبالنسبة للمجتمع الدولي فلا أعتقد بأنه سينبس ببنت شفة لمثل هذه التجاوزات الخطيرة والتي تدق اسفيناً في نعش أي مبادرة لرفع الظلم عن السوريين، لأنه من غير المنطق أن لا يتم الرد على الرصاصة برصاصة وعلى القذيفة بقذيفة".
وأردف قباني، "إذا أردنا أن نتحدث عن خروقات روسيا وعصابة الأسد فعلينا أن نبدأ من التصنيف المتحيز الذي تم اعتماده للمناطق المشمولة بالهدنة، والتي ترسم فعلاً نوايا الأسد في الحصول على دويلة تشمل المناطق التي مازال يسيطر عليها وبعض المناطق التي يحاول اقتحامها كداريا و ريف اللاذقية و الغوطة الشرقية، و ثانياً، إن اللغة التي يفهمها بشار الأسد وقائده بوتين هي لغة القتل والتدمير ثم القتل و التدمير، بينما أظهرت معظم فصائل المعارضة تجاوباً كاملاً حتى دون الرد على مصادر النيران كما حصل في معضمية الشام أمس حين قام أحد قناصة الأسد باستهداف مدني كان يزيل الأنقاض من أمام منزله".
من جانبه، قال الناشط الإعلامي "معاذ الشامي" لبلدي نيوز "لم يكن يوما لناقض العهود أن التزم بهدنة أو ميثاق، فقد اعتدنا على كذب ودجل النظام السوري واتفاقياته الفاشلة، ولنا في هدنة " الفوعة والزبداني" أسوة، فقد شهدت آخر هدنة للنظام مع جيش الفتح والتي وقعت عليها إيران دون أي لجوء لنظام الأسد، كما هي روسيا اليوم بديلة عن النظام في قراراتها، فقد بدأت كارثة كبيرة منذ بدء الهدنة، وفي اليوم التالي استمر الروس بارتكاب المجازر ومن لا يعلم فقد يرتكبون مجازر أكبر من ذي قبل بحق المدنيين في ظل الهدنة المزعومة ليثبتوا للإعلام بأنهم لا يهم هدنة أو غيرها".
وأكمل الشامي، "الهدنة التي نصت على وقف إطلاق النار في سوريا لم ولن تمثل الشارع السوري بكافة أطيافه، فمن طالب بوقف بأطلاق النار والعمليات العدائية تحت مسمى (السلام)، هو نفسه من قتل وهجر وشرد آلاف السوريين بذريعة باطلة، واليوم كان له نقض العهد في بلدات "جسر الشغور وحربنفسة وعندان وحريتان ودارة عزة وقبتان الجبل وجبل التركمان" ولا زالوا يسألونك عن الهدنة؟".
الأرض المحروقة
بدوره، الناشط الإعلامي "غياث الشيخ دياب" في ريف إدلب، قال لبلدي نيوز "الروس يريدون الهدنة في المناطق التي انهكتهم وهم اخترقوا الهدنة من يومها الاول وهاهم يخترقونها في اليوم الثاني، شاهدنا قصفها عدة مواقع بريف حماه وحمص وإدلب وحلب ومعظم الشهداء من المدنيين جلّهم من الأطفال والنساء، سوف يستمرون باتباع سياسة الأرض المحروقة إلى أن تحترق أرض سوريا بشكل كامل".
وأكمل دياب، "استهدفت طائرات النظام المروحية ومدفعية النظام يوم أمس ثلاث نقاط في ريف إدلب، أولها كان قصف بالبراميل المتفجرة على جسر الشغور، تلاها قصف مماثل على بلدة الناجية، ليختم قصفه بالمدفعية على أطراف مزارع بلدة الصواغية".
الروس يمكنون النظام
بدوره، قال الناشط الإعلامي "أحمد اللاذقاني" لبلدي نيوز "هذا ما كنا نتوقعه من نظام غارق بدماء شعبه، لا يستطيع التوقف ولو للحظة عن قتل المدنيين، لم يوفي بعهد واحد طيلة فترة الثورة حتى يلتزم بشروط هدنة الآن، وما كان وقف الهدنة مع (جبهة النصرة)، هذه الهدنة جاءت لصالح النظام بعد سعي الروس لذلك، فلا يمتلكون الثوار طائرات وراجمة حديثة وصواريخ بالستية لقصف النظام، حتى يقبل النظام بهدنة وقف القصف".
وأكمل اللاذقاني، "جاء هذا السعي الروسي لتمكين النظام بجبال ريف اللاذقية الاستراتيجية، التي سيطر عليها مؤخراً، فهو يخشى من تقدم الثوار لاسترجاع مناطقهم، والمدة الموضوعة لهذه الهدنة كافية للمتركز بشكل قوي جداً، وبالتالي سيكلف استرجاع هذه المناطق من قبل الثوار الكثير من الوقت والأرواح والذخيرة".
من جانبه، قال "أبو محمد حسام" مدير مركز الدفاع المدني في قرية بداما لبلدي نيوز "منذ بداية الهدنة كان مقرر بدأها الساعة 12 مساء يوم أمس، وتم اختراقها بعد ساعة، بقصف النظام على المناطق المحررة في ريفي اللاذقية وجسر الشغور الغربي، فقد قصف الطرق العامة وبلدات الناجية ومرعند والكندة، وهذه البلدات لا تحوي أي عنصر مسلح، وحتى أن الأهالي فرّوا منها هرباً، وفي اليوم الثاني استمر القصف على قريتي الناجية والكندة، بالمختصر "هذه الهدنة منذ بدايتها فاشلة وكاذبة".
وكانت قوات النظام قد استهدفت يوم أمس ثمانية نقاط في ريف اللاذقية، حيث قصفت قرى شحرورة والبيضاء والصراف بالمدفعية، بالتزامن مع محاولاتهم لاقتحام القرى الآنفة الذكر، فيما استمرت بقصفها ليلاً على قرى جبل التفاحية وعين الحور، لتقصف بالبراميل المتفجرة قرى الكندة ومرعند والناجية واتستراد، أمّا اليوم فقد استهدفت خمسة نقاط، حيث قصفت بالمدفعية والصواريخ تزامناُ مع براميل طائراتها المروحية، على قرى شحرورة وسلور وجبل التفاحية والكندة والحدادة.