بلدي نيوز- (عبد القادر محمد)
ليس "عمر" هو الوحيد الذي فقد وزوجته وابنته الأسبوع الفائت بقصف للتحالف على هجين بريف دير الزور الشرقي، بل هو واحد من أكثر من ألف مدني قضوا تحت قصف التحالف، تحت ذريعة القضاء على تنظيم "داعش".
ويروي "عمر" فصولا من المعاناة التي كابدها في ريف دير الزور، قائلا "استطعت الهروب من بطش داعش بعد أن اعتقل زوجتي وابنتي الصغيرة كرهينة لكي يمنعني من السفر، لكن لم أبق وآثرت الرحيل بسبب التضييق علينا وإجبارنا على حمل السلاح".
ويكمل بالقول "بعد فترة وجيزة وصلني خبرة وفاتهم بقصف للتحالف على مدينة هجين في ريف دير الزور".
وتتعرض المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش بريف ديرالزور الشرقي لحملة قصف مكثفة من قبل طائرات التحالف الدولي في محاولة لقتل أكبر عدد من المدنيين العزل، ويدفع المدنيون المحاصرون في المنطقة الفاتورة الأكبر، حيث تجاوز عدد القتلى المدنيين خلال الشهرين الماضيين أكثر من 800 مدني جلهم من الأطفال.
كما فتح التحالف الدولي تحقيقا بمزاعم مقتل 26 مدنيا قبل أيام على حد تعبيره، في ريف ديرالزور الشرقي، في ظل صمت دولي، بالتزامن مع مطالبة الائتلاف السوري المعارض للتحالف الدولي بوقف فوري للقصف.
رهينة داعش
وعن أوضاع المدنيين، يقول الناشط الإعلامي من دير الزور عهد صليبي "يسيطر تنظيم داعش على ثمان قرى بريف دير الزور الشرقي محاصرة من كافة الاتجاهات، شرقا من الحشد العراقي، وجنوبا من ميليشيات النظام، ويتعرضون لأعنف أنواع القصف على الإطلاق من ثلاثة مصادر هي الميليشيات العراقية وقوات النظام وقوات قسد مدعومة بطيران التحالف".
ويضيف الصليبي لبلدي نيوز "يعيش في هذه المنطقة الصغيرة قرابة الخمسين ألف مدني و600 عنصراً من تنظيم داعش قتل منهم خلال الشهرين الماضيين 800 مدنياً، والباقي يعيشون ظروفا إنسانية صعبة، في ظل انعدام كافة مقومات الحياة وخصوصا الغذائية والطبية وارتفاع كبير جدا في الأسعار".
ويكمل أن التنظيم يمنع المدنيين من مغادرة مناطقه ومنهم من استطاع الفرار قد يقع بيد "قسد" التي تطلب مبالغ ضخمة لعبورهم.
ورأى الصليبي أن "سر إبقاء داعش هو ورقة ضغط بيد الأمريكان على قسد في حال حصول أي تمرد أو عدم طاعة الأوامر".
بدوره، قال محمد العبدالله، عضو الائتلاف الوطني السوري "إن إبقاء أمريكا على بضع من المئات من عناصر التنظيم في منطقة صغيرة بهذا الحجم هو شماعة لأجل بقاء ما يسمى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والذي يدر عليها أموالا طائله من الدول التي تجبر على دفع الفواتير".
وأضاف العبدالله لبلدي نيوز "يجب على المجتمع الدولي أن يعلم حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها هؤلاء المدنيين يوميا وبشكل مستمر منذ سنة".
يذكر أن فصائل المعارضة سيطرت عام 2012 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور، ومع تصاعد نفوذ "داعش" وسيطرته على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، استولى أيضا على المناطق التي كانت تحت سيطرة الفصائل في دير الزور.
وفي شهر تموز 2014 تمكن "داعش" من السيطرة على كامل مناطق الجيش الحر في دير الزور وريفها، وخلال السنوات اللاحقة، استهدف طيران النظام وروسيا وأيضا مقاتلات التحالف الدولي بقيادة واشنطن ريف دير الزور بأكثر من عشرة آلاف غارة مخلفة آلاف الضحايا من المدنيين، إلى أن انحسر التنظيم الى الريف الشرقي لدير الزور وسط تمدد قوات سوريا الديمقراطية.