بلدي نيوز
قالت صحيفة "الشرق الأوسط" نقلاً عن مصادرها الخاصة، إن نظام "الأسد" ليس منزعجاً من العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على إيران، بل إنه يستعد لاستثمارها لصالحه للتخلص من الورطة الاقتصادية التي أوقعته فيها إيران، والتي تتمثل بعقود اقتصادية مجحفة بحق سوريا ومرهقة للسوريين.
وقالت مصادر مطلعة ومتابعة لتطورات العلاقات بين النظام وطهران إنه وبخلاف الموقف الرسمي الذي أعلنه النظام ودان فيه العقوبات، فإن "مسؤولين سوريين وخلال الحديث عن العقوبات الأميركية ضد إيران لا تبدو عليهم مظاهر انزعاج كبير".
وأوضحت المصادر أنه ومنذ تدخل روسيا إلى جانب النظام في سوريا أواخر سبتمبر 2015، "استاءت طهران جداً، وخفت المنتجات الغذائية الإيرانية والأدوية في الأسواق السورية لدرجة أنها اختفت حالياً، وذلك كوسيلة ضغط على دمشق من قبل طهران كي تأخذ بعين الاعتبار المصالح الإيرانية ولا تنصاع للمطالب الروسية".
وأكدت المصادر أن الخط الائتماني الإيراني لدمشق متوقف منذ أكثر من عام، وأشارت إلى أن أغلب المواد الغذائية المطروحة في الأسواق "تدخل إلى البلاد عبر عمليات تهريب من تركيا تقوم بها مافيات مقربة من النظام".
وبعد أن لفتت المصادر إلى أن وجهة نظر النظام تقوم على أساس أن الوضع الاقتصادي المتردي لن يذهب إلى أسوأ مما هو عليه، رجحت أن "يسعى (النظام) إلى استغلال العقوبات على إيران من أجل إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، لأنه يعتبر شروطها مجحفة وتم إبرامها في فترة زمنية كان فيها في حالة ضعف وتم استغلاله من قبل طهران".
وفي شباط/ فبراير 2015، نقلت تقارير صحافية عن مصادر، أن إيران طلبت "ضمانات سيادية" قد تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار لتلبية طلب دمشق تقديم خط ائتمان جديد بقيمة 4.7 بليون دولار.
ولفتت المصادر المطلعة إلى أن زيارة أمين سر غرفة تجارة دمشق التابعة للنظام وأمين سر اتحاد غرف التجارة السورية "محمد حمشو"، الموالي للنظام، إلى طهران في 21 و22 أكتوبر تشرين الأول الماضي على رأس وفد يضم 50 رجل أعمال، ومطالبته إيران بالالتزام باتفاق التبادل التجاري على الرغم من إشارته إلى أنه يتضمن "إجحافاً" بحق سوريا، كل ذلك كان يهدف "بشكل رئيسي إلى الضغط على إيران للحصول على تنازلات من قبلها وإطلاق مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين".
واستدلت المصادر بما ذهبت إليه بأن الزيارة حصلت بعد فتح معبر نصيب - جابر الحدودي بين سوريا والأردن، وتصريحات من النظامين السوري والعراقي عن قرب افتتاح معبر البوكمال السوري الحدودي مع العراق.
ورأت المصادر، أنه في ظل عمل روسيا على إبعاد إيران عن مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، في ظل التنافس بين الجانبين على الاستحواذ على عقود الاستثمار في البلاد، سوف "تستغل موسكو العقوبات لأخذ امتيازات إيران في سوريا في مجال الطاقة، في مقابل الدفاع عن إيران سياسياً وعمل إيران في إطار الاستراتيجية الروسية التي تتضمن إقناع واشنطن بسحب قواتها من شرق سوريا".
يشار إلى أن روسيا وإيران تساندن نظام الأسد عسكريا منذ 7 سنوات، وتتنافسان للحصول على استثمارات الطاقة والثروات الباطنية وإعادة الإعمار بشكل كبير، فيما تعمل حكومة "الأسد" على تقديم امتيازات وتسهيلات للشركات الإيرانية والروسية، للاستثمار في المدن السورية التي دمر النظام معظم بناها التحتية، عبر آلته العسكرية، خلال 8 سنوات من قتاله لقمع الثورة الشعبية في سوريا.
المصدر: الشرق الأوسط + بلدي نيوز