بلدي نيوز - دمشق (العقيد أبو الخير العطار)
على الرغم من حالة التفاؤل التي طرأت على المزاج العام والسوري الخاص بعيد اقتراب تدخل التحالف الإسلامي في سورية، إلا إنني أكاد اجزم أننا ذاهبون باتجاه التقسيم، بناء على المشاريع والأهداف الغربية التي وضعتها أمريكا وروسيا في بنك الأهداف البعيدة بالداخل السوري.
كما إن التصريحات الإسرائيلية تذهب بهذا الاتجاه، ونحن نعلم إن إسرائيل هي المطبخ السياسي العالمي اليوم، وإن التدخل الروسي تم باتفاق بين الروس والأمريكان، فلا يمكن أمريكا إن تضيع أتعاب أصدقائهم الروس ضمن تفاهمات على تقاسم النفوذ في أصقاع العالم.
وما ينطبق على الروس ينطبق تماما على الإيرانيين، إذ انهم كان لهم جهد ولهم بالمقابل حصة من الكعكة السورية، وما تفعله روسيا من تقديم الدعم لعناصر الحرس الثوري الإيراني يصب في عمق هذا الهدف، تماشياً مع مصالحهم في اعتماد طهران كقوة مركزية لهم في الشرق الأوسط عوضاً عن العرب.
أما في الطرف المقابل، فترى أن التحالف الإسلامي قد حشد طيرانه وسلاحه، وهذا أيضا ﻻ يمكن أن نعتبره تغيراً في القواعد العسكرية العربية أو الإسلامية، حيث إن القوى الكبرى التي تتحكم في مجريات الأوضاع، كانت قد وضعت كامل ثقلها، والحديث عن فرص التحالف الإسلامي هي بالتأكيد قليلة، وأخشى أن يكون تدخلها بداية مشروع يعمل غربي للعبث بأمن هذه الدول.
إذ إن أمريكا (التي هي أداة التنفيذ للمخطط الصهيوني) سمحت لإيران بالتواجد بحدود معينة وعمل يصل إلى مستوى محدد (وإلا كانت إيران قادرة على إن تحشد أضعاف ما حشدت) لتأخذ أجرا يتناسب مع مجهودها، كما سمحت للروس بالعمل بنسبة أخرى وإلا كانت روسيا أيضا قادره على حشد المزيد ليكون اجرها أيضا يتناسب مع الجهد.
وفي النهاية سمحت للقوى العربية وإسلامية بجهد من نوع آخر ليبقى للسنة كيان، وفي نهاية اللعبة أصبح التقسيم أمرا شبه واقعي، فلا بد من قيام كيان كردي يرضي طموح الروس وأمريكان بالضغط المستقبلي على تركيا، وآخر علوي يدغدغ أطماع الفرس والباقي للسنة هذا إذا اعتبرنا إن تنظيم "الدولة" دالت وزالت أو انتقلت بعملها إلى بقعة مختلفة.