الحسكة (بلدي) -قالت مصادر، يوم الأربعاء، إن مسلحين يتبعون لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، صادروا جميع المحركات المركبة على مضخات المياه التي يملكها فلاحو القرى الواقعة على جانبي نهر "جغجغ" أو "جقجق" في منطقة القامشلي بريف الحسكة.
وأضافت المصادر، إن عناصر الحزب استخدموا هذه المحركات لأغراضهم الشخصية، بعد سلبها من أصحابها، كتركيبها على مولدات كهربائية أو بيعها بالسوق السوداء، وعرف من العناصر "سيد علي" و"هفال أحمد" المسؤولين عن أحد مقرات حزب الاتحاد بمحيط مدينة القامشلي.
وقال الفلاحون لـ "بلدي": إن المسؤولين في الحزب برروا قرار المنع بحجة "تلوث مياه النهر" وغير صالحة للاستخدام الزراعي". مشيرين إلى أن "المحاصيل التي يزرعونها ليست مخصصة للاستخدام البشري، ومنها: القطن، والذرة الصفراء، التي يزرعها الفلاحون كمراعي لمواشيهم ".
الفلاح "على الجمعة " في حديث لــ "بلدي"، قال: بصراحة هي ردة فعل انتقامية من أهالي قرى جنوب الرد بحجة تأييدهم لـتنظيم "الدولة"، رغم عدم وجود التنظيم حاليا في أي نقطة تابعة للقامشلي، وبعض هذه المناطق لم يصلها التنظيم أبداً".
وأضاف أن "مسلحي الحزب لم يكتفوا بحجز المحركات، بل أجبروا الفلاحين على كتابة تعهدات مع "البصمة" بعدم تركيب محركات ثانية بغرض ري أراضيهم وهددوهم بالسجن".
من جهته، الفلاح، "محمد الذياب"، قال: إن المنطقة منذ عشرات السنين تسقى محاصيلها من هذا النهر، رغم محاولات النظام قطع رزق الفلاحين، بدلاً من إيجاد حل لمشكلة التلوث التي يتحمل مسؤوليتها من يدير مدينة القامشلي في النهاية والبداية".
وأضاف "نهر جغجغ بأنه ينبع من الأراضي التركية، وعند مدينة نصيبين التركية يدخل مدينة القامشلي، ويقسمها الى قسمين ولكن بعض الأهالي يقومون برمي الاوساخ فيه، وهذه مسؤولية من يحكمون المدينة ولا يجرؤون على مواجهة سكانها فيستقوون على الفلاحين، الذين لا صريخ لهم، فيخنقون في أرضهم، ثم يجبرون على الرحيل عنها للبحث على الرزق في أرض الله الواسعة".
مياه النهر تتدفق صافية نقية في فصل الشتاء، أما في فصل الصيف –وقت الحاجة الماسة لها - تقل ولا تقوى على إخفاء ما يرمى بها من أوساخ و مياه صرف صحي، التي لم تسع سلطات الأمر الواقع لحلها، وتحويل وجهة الصرف الصحي إلى أماكن مخصصة، للحفاظ على البيئة، وجمالية المدينة، بل لاحقت مجموعاتهم المسلحة الفلاحين، وأجبرتهم على القبول بفكرة أن النهر بؤرة قاذورات، ما يعني تحويل مشكلة التلوث إلى مشكلتين"، حسب أبحاث درست مشكلة النهر في السابق.
ويتساءل السكان إلى متى سنبقى تحت رحمة دكتاتوريات تقف ضد الطبيعة ومواردها، إلى جانب من يدمرها ويدمر حياة سكانها؟
الدراسات التي وقفت على مشكلة النهر، أوصت بالحلول التي تسعى لتهذيب وتشجير ضفتي النهر وإحياؤه وإعادته إلى أحضان الطبيعة بعيداً عن الزحف العمراني الكثيف الذي بات يهدد مدينة القامشلي، واتخاذ الإجراءات السريعة والمناسبة لحماية النهر واستمرار الاستفادة منه والحفاظ على الحياة التي يشكل عصبها، خاصة أن المنطقة الزراعية جافة أو شبه جافة، لذا على الحزب أن يسعى لتنظيف وتهذيب مجرى النهر عن طريق إزالة نقاط الركود التي تكون فيها سرعة المياه منخفضة، والعمل على إزالة مصادر التلوث البشري عن طريق ازالة جميع مصبات مياه الصرف الصحي، وحماية النهر من التعديات وعلى وجه التحديد المخلفات السائلة والصلبة خاصة مخلفات المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية وذلك عن طريق مراقبتها بشكل مستمر، لا منع الزراعة في الريف كي يزدهر التلوث.