بلدي نيوز
علق إيغور سوبوتين في صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية على سقوط طائرة الاستطلاع الروسية "إيل-20"، مشيرا إلى أن الكرملين بحاجة إلى "إسرائيل" للحد من الوجود الإيراني في سوريا.
وجاء في المقال: "أعلن دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس بوتين أن روسيا ستدرس بالتفصيل البيانات الإسرائيلية بشأن إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية (إيل-20)".
وقال إنه "من غير المرجح أن تتخذ موسكو إجراءات ضد إسرائيل التي تتهمها بالتسبب في الحادث، على الرغم من اعترافها بأن الطائرة أسقطت بصاروخ سوري. إسرائيل ضرورية جدا للكرملين في سوريا".
وأوضح بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اطلع على تفاصيل تحليق جميع الطائرات في المنطقة، بما فيها الطائرة "إيل-20" كما عرضتها وزارة الدفاع الروسية وهيئة الأركان العامة، ويستند إلى هذه المعلومات في تصريحاته وفي اتصالاته، ومع ذلك وبعد اتصال هاتفي مع رئيس حكومة "إسرائيل" وافق على إرسال قائد القوات "الجوية الإسرائيلية" إلى موسكو مع جميع البيانات المتعلقة بالحادث، وقد أكد بيسكوف بأن الخبراء سيدرسونها بالتفصيل حال وصولها إلى موسكو.
وجاء في بيان للمكتب الصحفي للكرملين، "لقد ذكر بوتين بأن عمليات القوات الجوية الإسرائيلية هي انتهاك لسيادة سوريا. وأنه في هذه الحالة لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق الروسي-الإسرائيلي بشأن منع وقوع حوادث خطرة، ونتيجة لذلك أسقطت الطائرة الروسية بنيران المضادات الجوية السورية".
ويشير الكاتب إيغور سوبوتين إلى ما ذكرته صحيفة هآرتس، بشأن عدم وقوع أي حادث منذ عام 2015، ولكنه يؤكد على أن بوتين وعد بالرد واتخاذ تدابير إضافية لضمان أمن أفراد القوات الروسية ومواقعهم ومعداتهم في سوريا، وبحيث سيلاحظ الجميع هذه الخطوات، بيد أن هناك بين الخبراء من يشكك في اتخاذ تدابير روسية ضد "إسرائيل".
فقد أعلن أنطون مارداسوف، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، بأن كل ما صدر عن القيادة الروسية هو استعراض نوايا حازمة لشرح أسباب مقتل العسكريين الروس، ولكن كان يجب تهديد "إسرائيل" بصورة مباشرة. مشيرا إلى أن المضادات الجوية في المواقع الروسية بسوريا لا تعزز في الفترة الأخيرة، بل العكس. وحسب اعتقاده، ستتفق روسيا و"إسرائيل" على طرق متطورة للتبليغ عن طلعات الطائرات الإسرائيلية، على أن لا تقترب من المواقع الروسية، وردا على ذلك يتعين على روسيا تعزيز وسائل الدفاعات الجوية.
ويؤكد الخبير على أن توريد منظومات صواريخ متوسطة المدى حديثة إلى سوريا، كما أعلن في شهر نيسان، على خلفية الهجمات الغربية على سوريا، غير كاف. ولكن إذا أصبح من الصعب على إسرائيل التوغل في الأجواء السورية فسوف تستغل إيران هذا الأمر وتبدأ بتوريد الأسلحة إلى سوريا، وهذا بدوره سيحفز "إسرائيل" على اتخاذ تدابير أكثر حزما، ما يصعد التوتر في سوريا، لذلك حاليا يجب أن يقتصر الأمر على الإجراءات السابقة، ولكن بعد إدخال تعديلات عليها.
أما ألكسندر شوميلين كبير الباحثين في معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فيقول إن روسيا ستستمر بالضغط على "إسرائيل" في أي مفاوضات معها لأشعارها بذنبها، و"إسرائيل" ستتظاهر بالتفاهم وإنكار كل شيء، لأن هذا متبع وشائع عندهم.
المصدر: روسيا اليوم