بلدي نيوز
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين كبار في الخارجية الأمريكية قولهم، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، غيّر قراره في سوريا بسحب القوات الأمريكية بأسرع وقت إلى الموافقة على استراتيجية جديدة، تمتد إلى أجل غير مسمى، تشمل استمرار المجهود العسكري الأمريكي مع إطلاق دفعة دبلوماسية كبيرة، الهدف منها تحقيق الأهداف الأمريكية في سوريا.
وعلى الرغم من اكتمال الحملة العسكرية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" إلا أن الأهداف الجديدة التي وافقت عليها الإدارة، خروج كل القوات العسكرية الإيرانية بما فيها القوات التي تدعمها إيران بالوكالة، وإقامة حكومة مستقرة، لا تشكل تهديداً، ومقبولة لدى جميع السوريين والمجتمع الدولي، حسب الصحيفة.
وتأتي هذه التغيرات، بحسب المسؤولين الأمريكيين، نتيجة للشكوك الأمريكية، حول قدرة روسيا التي اعتبرها، ترمب، شريكة في سوريا، على طرد الإيرانيين من هناك.
في هذا الإطار، قال جيمس جيفري، مسؤول الخارجية المتقاعد، والذي عين الشهر الماضي كـ "ممثل الخارجية للانخراط في سوريا" إن "السياسة الجديدة، لا تعتمد على انسحاب القوات الأمريكية في نهاية هذا العام"، ويقدر عدد القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا بنحو 2,200 مقاتل، تنصب جهودهم على محاربة تنظيم "داعش".
وقال جيفري، إن القوات الأمريكية باقية في سوريا، لضمان رحيل الإيرانيين ولإلحاق "الهزيمة الدائمة" بـ تنظيم "داعش".
ورداً على سؤال وجهة له، حول ما إذا كان ترمب، قد وقع على ما أسماه "مقاربة أكثر نشاطاً" قال جيفري "أنا واثق أن الرئيس معنا في هذا الأمر" وأضاف "هذا يعني أننا لسنا في عجلة من أمرنا".
ورفض (جيفري) وصف المهمة العسكرية الجديدة في سوريا؛ إلا أنه شدد في الوقت نفسه على وجود "مبادرة دبلوماسية أساسية" في الأمم المتحدة وأماكن أخرى، بالإضافة إلى استخدام الأدوات الاقتصادية، بما في ذلك المزيد من العقوبات على إيران وروسيا، ورفض الولايات المتحدة تمويل إعادة الإعمار في المناطق التي يسيطر عليها (الأسد).
وتشير الصحيفة إلى أن السياسات الأكثر نشاطا التي حددها جيفري بعبارات غامضة، يمكن أن تزيد من احتمال المواجهة المباشرة مع إيران وربما مع روسيا.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قد أدرج انسحاب إيران من سوريا كواحد من 12 مطلباً أمريكياً تم توجيههم لطهران ضمن كلمة ألقاها في أيار الماضي.
وقال جيفري، إن السياسة الأمريكية ليست "يجب على الأسد أن يرحل"؛ إلا أنه وفي الوقت نفسه "ليس للأسد مستقبل، ولكن ليس من واجبنا التخلص منه" وأشار إلى أنه من الصعب التفكير في (الأسد) كرئيس يمكنه "تلبية متطلبات، ليس نحن فقط، بل المجتمع الدولي"، فهو ليس شخصاً "لا يهدد جيرانه" أو يسيء معاملة مواطنيه، أو "لا يسمح بالأسلحة الكيماوية أو يوفر منصة لإيران".
وتشير الصحيفة إلى أن الاختبار الأول للدور الموسع الذي تطرحه الإدارة سيكون بشكل عاجل في إدلب، آخر معاقل الثوار في سوريا.
"إذا تحولت لمذبحة، فإن العالم سيغضب بشدة كبيرة، وستغضب الولايات المتحدة أيضاً" كما قال (ترامب) يوم الأربعاء. وأكد جيفري أن بومبيو سلم نفس الرسالة عبر الهاتف إلى وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف)، الأمر نفسه فعله مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض (جون بولتون) خلال اجتماع عقده مؤخرا مع نظيره الروسي.
مرحلة جديدة
وفي حين أن الولايات المتحدة توافق على أنه يجب القضاء على القوات المرتبطة بالقاعدة؛ إلا أنها في الوقت نفسه ترفض "فكرة أننا يجب أن نذهب إلى هناك.. لتنظيفها من الإرهابين، معظم الذين يقاتلون.. ليسوا إرهابيين، بل أشخاص يقاتلون في حرب أهلية ضد دكتاتور وحشي" قال جيفري مشيراً إلى الوضع في إدلب.
وأضاف "بدأنا في استخدام لغة جديدة" بالإشارة منه للتحذيرات الرسمية الصادرة من الولايات المتحدة ضد استخدام الأسلحة الكيماوية، مؤكداً أن الولايات المتحدة بالوضع الحالي لن تتهاون مع أي هجمة جديدة.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تدرس تنفيذ ضربات جوية ضد المجموعات الإرهابية التي تتواجد بين الثوار في إدلب، قال (جيفري) "طالبنا عدة مرات بالعمل هناك.. وسيكون لنا طريق واحد".
"تشير الظروف إلى أنه من المحتمل أننا سندخل مرحلة جديدة، لديك قوى من مختلف الدول التي تواجه بعضها البعض" قال (جيفري)، مضيفاً "الآن، جميعهم أنجزوا مهامهم الأساسية.. إلا أنه لا أحد سعيد بالوضع في سوريا".
المصدر: أورينت نت