بلدي نيوز
إذا كنت ممن يؤجلون عمل اليوم إلى الغد يمكنك -حسب دراسة جديدة- إلقاء اللوم في ذلك على دماغك، وخاصة منطقتي اللوزة الدماغية والقشرة الحزامية، وفق ما جاء بصحيفة ليبيراسيون الفرنسية.
فظاهرة التسويف منتشرة في كل المجتمعات، إذ أظهرت دراسة أشرفت عليها مؤسسة "أنا أتغير" -التي أخذت على عاتقها مكافحة التسويف بين الفرنسيين- أن 49% من المستطلعة آراؤهم يسوفون لمدة ساعة على الأقل كل يوم في مكان العمل، أما في البيت فإن النسبة تصل 45% وتسويفهم يكون في التأخر عن القيام بالأعمال المنزلية، وتزداد نسبة المسوفين كثيرا عندما يتعلق الأمر بالنشاطات الرياضية.
وحسب صحيفة ليبراسيون؛ فإن هذه الظاهر لفتت اهتمام باحثين ألمان، فقرروا دراستها لمعرفة أسبابها وتوصلوا إلى أن منطقتين من الدماغ لهما صلة وطيدة باستعداد الإنسان من عدمه للقيام بعمل ما في الوقت والتاريخ المحددين.
فاللوزة الدماغية والقشرة الحزامية الأمامية منطقتان من الدماغ ذواتا أدوار في اتخاذ الإنسان للقرار وإقدامه أو عدم إقدامه على تنفيذه، لذلك أراد فريق الباحثين فحص هذه المناطق من الدماغ لدى الأشخاص الذين يميلون إلى التأجيل.
وشارك 264 متطوعا في التجربة، طلب منهم أولاً أن يكملوا استبيانًا حول حياتهم اليومية لقياس ميولهم للمماطلة، بعدها راقب الباحثون أدمغتهم بما في ذلك المناطق المذكورة أعلاه عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
ومن خلال ملاحظاتهم، وجد الباحثون أن اللوزة الدماغية كانت أكبر في الأشخاص الذين لديهم ميول للتسويف، كما كان الارتباط بين اللوزة والقشرة الحزامية الأمامية أضعف لدى هؤلاء الأشخاص، أي أن النشاط بين المنطقتين كان أقل أهمية.
ويمكن إذن لهذين الاكتشافين تفسير سبب التسويف لدى البعض، إذ إن دور اللوزة هو تحذيرنا من النتائج السلبية للأعمال المختلفة، بينما تستخدم القشرة الحزامية الأمامية هذه المعلومات لاختيار الإجراءات المراد تنفيذها، كما تضمن هذه القشرة أن تنفذ الأعمال بشكل جيد من خلال استبعاد الأعمال والمشاعر التنافسية التي قد تغمرنا.
وبعد أن حددت المشكلة، تبرز الحاجة الآن لإجراء دراسات أخرى لمعرفة مدى إمكانية تقليص الميل التسويفي لدى الشخص، وربما يُلجأ في ذلك إلى التحفيز الدماغي.
المصدر : الجزيرة نت