بلدي نيوز
اتهمت الخارجية الروسية دولاً في الغرب والشرق الأوسط باللجوء إلى "استفزازات شنيعة" في سوريا نفذها "الإرهابيون" باستخدام السلاح الكيميائي، لتحقيق مصالحها في المنطقة، حسب الوزارة.
وقالت الخارجية في بيان أصدرته أمس الجمعة: "تميزت الترويكا الغربية للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بنشر بيان مشترك بمناسبة الذكرى الـ5 لكارثة استخدام السارين في منطقة الغوطة الشرقية والتي أودت، حسب تقديرات مختلفة، بحياة أكثر من ألف مواطن مدني سوري، ومرة أخرى تم توجيه اتهامات قاطعة باستخدام الأسلحة الكيميائية للرئيس السوري، بشار الأسد".
وأعربت الخارجية الروسية عن أسفها من "استغلال واشنطن ولندن وباريس هذه الذكرى الحزينة بالنسبة للشعب السوري والمجتمع الدولي برمته في مصلحة تمرير نهجها المخرب الهادف إلى تشويه صورة رئيس الجمهورية العربية السورية"، حسب تعبيرها.
أضافت: "ومن أجل ذلك لا تتجنب مجموعة كبيرة من الدول الغربية والشرق أوسطية اللجوء إلى الاستفزازات غير الإنسانية مثل الهجوم الكيميائي، الذي شنه الإرهابيون في الغوطة الشرقية بإملاء من مموليهم الخارجيين".
وأردفت الوزارة "من الواضح منذ وقت طويل للجميع، من بينهم الخبراء المستقلون، أن هذه العملية البشعة وغيرها يقف وراءها داعش ومسلحو ما يسمى بالمعارضة المعتدلة والمنظمات غير الحكومية التي تعمل لخدمة مصالحهم، مثل الخوذ البيضاء الذين يحصلون على تمويل من الخارج".
وذهبت الوزارة في بيانها إلى أنه "ليس من المصادفة أن الخوذ البيضاء، ومع تقدم عملية تحرير الأراضي السورية من الإرهابيين، ينسحبون بصورة مستعجلة إلى خارج سوريا.. من الواضح أن ذلك يجري لإخفاء الجوهر الحقيقي لهدفهم وأنشطتهم الإجرامية".
وجددت روسيا عبر بيان خارجيتها التأكيد على أن "كل ما يحدث حول ملف الكيميائي السوري الذي بادرت بإبرازه الدول الغربية مرتبط بسعيها لتحقيق طموحاتها الجيوسياسية في الشرق الأوسط".
وتابعت الخارجية: "وفي السياق ذاته ننظر إلى المحاولات الدؤوبة لتحويل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي تحمل طابعا تقنيا بحتا، إلى أداة ممارسة ضغوط سياسية من خلال إعطاء أمانتها الفنية صلاحيات لا تشملها المعاهدة المعنية وتسمح لها بتحديد المسؤولين عن استخدام السلاح الكيميائي".
ودعا بيان الخارجية الروسية "منتحلي محامي مصالح الشعب السوري وأنصارهم الفكريين الذين يتبعون هذا النهج إلى وقف التلاعب بالموضوع الكيميائي من أجل الضغط على دمشق وحلفائها".
وكانت تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، باتخاذ إجراء حازم ضد أي هجمات كيميائية قد يقدم عليها النظام مستقبلا، وجاء ذلك في بيان مشترك بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لهجوم بالأسلحة الكيميائية شنه النظام على الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وجاء في البيان الذي صدر في وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضي أن الهجوم بغاز السارين يوم 21 آب 2013، الذي أودى بحياة مئات الأشخاص في الغوطة، يعد عملا "مروعا" "لن نسمح بتكراره"، وذكّرت النظام بالاتفاق الموقع بين الولايات المتحدة وروسيا عام 2013 والقاضي بتخليص النظام من أسلحته الكيميائية.
وأعربت الدول الثلاث في البيان عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد باستهداف النظام مواقع مدنية كالمدارس والمستشفيات والبنية التحتية في محافظة إدلب، لتي تسيطر عليها فصائل في المعارضة، وكانت اتهمت الدول الثلاث النظام باللجوء إلى الأسلحة الكيميائية في كل من خان شيخون وسراقب بريف إدلب، واللطامنة بريف حماة ودوما بريف دمشق.
يشار إلى أن مجلس الأمن أنشأ فريق تحقيق مشتركا بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عام 2015 لتحديد المسؤولية عن الهجمات الكيميائية في سوريا، وأفضت التحقيقات عن اتهام النظام باستخدام غاز الكلور في هجومين على الأقل عامي 2014 و2015، وغاز السارين في هجوم جوي على خان شيخون في نيسان 2017 أودى بحياة نحو مئة شخص وأثر على مئتين آخرين.
المصدر: روسيا اليوم + بلدي نيوز