بلدي نيوز - خاص
عثر الثوار على تسجيل مصور، تم نشره اليوم الأربعاء، بحوزة أحد قتلى ميليشيا حزب الله اللبناني الذي يقاتل تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني في حلب وريفها.
وأظهر التسجيل عدة عناصر يستقلون سيارة عسكرية ويتداولون الأحاديث فيما بينهم، ويشرح فيه أحد عناصر ميليشيا حزب الله كيف تمكنوا من السيطرة على بلدة وتلة العيس بريف حلب الجنوبي، معترفاً أن هناك منازل سيطرت عليها ميليشيات عراقية، حيث قال "هدول البيوت بإيد العراقية".
وقال أحد عناصر ميليشيا حزب الله اللبناني في التسجيل المصور "أريد أن أقول كلمة، نحن سيطرنا على التل، وليس الجيش السوري، قناة المنار كاذبة".
وحسب الحديث الوارد في التسجيل المصور يقول من يحمل الكاميرا "نزلنا للاقتحام ليلاً، وإذ برصاص كثيف يستهدفنا، من طرف العناصر العراقيين".
ويتصدى الثوار منذ قرابة شهرين لهجوم واسع تشنه الميليشيات الإيرانية على ريف حلب الجنوبي، ومنذ قرابة أسبوعين على ريف حلب الشمالي.
وفي الوقت الذي تقول فيه وسائل إعلام النظام وحزب الله وإيران أن جيش الأسد هو من يقاتل في حلب وريفها، تدحض اعترافات أسرى العناصر الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين هذه الادعاءات، نافين أي وجود لعناصر جيش الأسد في المعارك.
وبثت الإعلامية اللبنانية كارول معلوف على قناتها الرسمية في موقع "يوتيوب" مقابلة لها مع أسيرين من ميليشيا "حزب الله" اللبناني لدى "جبهة النصرة"، هما محمد مهدي هاني شعب من جنوب لبنان وحسن نزيه طف من بعلبك الهرمل، وكانوا أسروا في شمال سورية بريف حلب الجنوبي (بلدة العيس) بتاريخ 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.
وقال الأسيران "توقعنا أن نتعرض للذبح أو الحرق كما هو حال الأسرى لدى تنظيم الدولة مباشرة، لكن المعاملة كانت مختلفة تماماً وعلى عكس ما توقعنا كان جميع المحاربين سوريين ويدافعون عن أرضهم".
وفي معرض حديثها مع الأسيرين، قالت معلوف "السوري سينتصر على أرضه، مهما جاء من مقاتلين، هو أبنها وهو من يعرفها"، ليرد أحدهما: "من أسرنا هو سوري، قال لنا أنا ابن حلب وأنا ابن الأرض وأنت جئت تخرجنا من أرضنا"، وتابع: "بالتالي لابد من هزيمتنا لأنه نحن في حزب الله غزاة".
وعن سبب قدومهم إلى سورية، أوضحا أنهما "كانا يظنان بأن مجيئهم إلى سوريا لمقاتلة تنظيم الدولة قبل وصوله إلى لبنان، ومن أجل حماية مقامات آل البيت من التدمير على أيدي المقاتلين الأجانب القادمين من الخارج، كما كان قدومنا نوع من (الدفاع المقدس)".
وتحدث الأسيران عن دور "الجيش السوري" والذي وصفه بالدور الإعلامي، إضافة لتقديم المعلومات للقوات البرية على الأرض ولطيران الاحتلال الروسي، بينما أغلب المقاتلين هم من (إيرانيين وكتائب حزب الله العراقية وحركة النجباء العراقية ولواء فاطميون الأفغاني)، وأشارا إلى أن قيادة العمليات على الأرض هي لضباط إيرانيين.
وحمّل الأسيران "حزب الله" مسؤولية أسرهما وتظليلهم عن حقيقة الوضع في سورية، معتبرين أن ما يجري في سورية هو صراع اقليمي لا شأن للبنان فيه، وإن كان الحزب يملك حق الدفاع عن الحدود اللبنانية في حين كان المعارك في القصير فأنه الأن وصل إلى حماة وحلب وإدلب.
كما كشف الأسيران، أن "حزب الله" نقل أغلب عناصره من جنوب لبنان حيث الجبهة مع إسرائيل إلى سورية، وأكدا أنهما لم يستطيعا رفض قرار الحزب بإرسالهم إلى سورية، لأن ذلك سوف يحرمهم من رواتبهم وعملهم.
وقالا: "الحزب يقوم بإعداد الأطفال منذ سن الـ 13 سنة في ورشات عمل حزبية، حيث يمر المنتسب من مرحلة براعم إلى كشافة ثم جوالة، وهنا يزداد الغرس العقائدي عن طريق الحديث عن المظلومية الشيعية، إضافة لمرحلة التعبئة وفيها يختص المنتسب في التعبئة الجماهيرية لحزب الله".
وفي معرض حديثهما، أوضح الأسيران "أن حزب الله الذي طالما كان يتكلم عن العداء لإسرائيل ومحور المقاومة قبل حزب تموز في 2006 غير من سياسته بعد الثورة السورية، حيث تحول كل ضخه الأيديولوجي نحو سوريا".
وردا على سؤال المقدمة حول دخول حزب الله إلى سوريا إن كان مبرراً، فأجابا: "غير مبرر لنا الدخول الي سورية خلي الشعب السوري يقرر"، وأكد أحدهما بالقول: "أنا بندم على كلشي صار وقت كان الخطر على حدود نقاتل وقت صرنا نقاتل بكل سورية مئات الكيلو مترات عن حدودنا ما في مبرر هي معركة دولية وإقليمه".