بلدي نيوز - حلب (عمران الدمشقي - عبد القادر محمد)
شهدت منطقة الشمال السوري من مدينة الباب حتى حدود مدينة عفرين، نشاطاً ملحوظاً في سوق الأضاحي، خلال الأيام الماضية، قبيل مجيء عيد الأضحى المبارك.
عاد الأمان والاستقرار إلى مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي عقب طرد تنظيم "داعش" و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) منها، ضمن عملية عسكرية أطلقها الجيش السوري الحر بالتعاون مع الجيش التركي، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على حياة أهالي وسكان المنطقة.
رئيسة مكتب الخدمات الاجتماعية والإغاثية في المجلس المحلي لمنطقة جرابلس وريفها "نور محمد" تقول لبلدي نيوز: "بعد إعادة الأمن بشكل شبه كامل إلى منطقة درع الفرات في الشمال السوري أصبحت الأضاحي متوفرة وبشكل كبير، حيث لم يعد هناك أي معوقات للحصول على الأضحية".
وأضافت أن "الهلال الأحمر التركي سوف يقوم بذبح الأضاحي في مسلخ المدينة طيلة فترة عيد الأضحى بالإضافة إلى باقي الجمعيات والمنظمات التي ستقدم الأضاحي أيضاً، حيث بلغ عدد المواشي الذي سوف يضحى بها 5000 رأس تقريباً".
وذكرت أن "أولوية توزيع لحوم الأضاحي ستكون للمهجرين والنازحين في المخيمات، وبعدها سيتم التوزيع للمدنيين في مدينة جرابلس وريفها".
وفي السياق، قال نائب رئيس المجلس المحلي لمدينة مارع "عمر كور بلال" لبلدي نيوز: "تضررت تربية المواشي بشكل كبير جداً، وذلك نتيجة النزوح الذي عانت منه المنطقة منذ أربع سنوات، ممّا أدى إلى بيع المواشي في الأسواق للتخلص من نقلها"، مضيفاً "وبعد إعادة الاستقرار من قبل الجيش السوري الحر، بدأت الناس تعود إلى تربية المواشي وأصبحت متوافرة في الأسواق وبكثرة وخاصة من قبل التجار وأسواق المواشي وبدأت العديد من المنظمات الخيرية بشراء المواشي للتضحية فيها فيما بعد".
من جانبه، يقول "ياسر محمد" أحد سكان مدينة الباب بريف حلب الشرقي لبلدي نيوز: "إن مدينة الباب وريفها كانت تشتهر بتربية المواشي، فهي مهنة منتشرة وسط السكان، ولطالما اشتهرت المدينة وريفها بكثرة التضحية فيها وقت العيد، وبعد تحرير المدينة من تنظيم داعش أصبحت مهنة تربية المواشي قليلة الانتشار من المدنيين".
وأضاف: "إن مدينة الباب وريفها، خاصة بلدة سوسيان، شهدت في الآونة الأخيرة نشاطاً في العمل الإنساني، كما يوجد فيها سوق كبير لبيع الأضاحي، وشهدت المنطقة إقبال المنظمات الإنسانية على مشاريع أضاحي العيد في المنطقة".
وعن أسعار الأضاحي، قال "فداوي الخلف" أحد مربي الأغنام في الريف الشمالي، إن "هذا العام تأثر الغنم كثيراً بسب ضعف الموسم الزراعي وغلاء الأعلاف وأيضاً الطلب الكبير عليها، حيث أن سعر الكيلو للخروف 1300 ل.س، ويزن بشكل متوسط 60 كغ، أي أن ثمن الأضحية يبلغ حوالي 200 دولار وهو مبلغ كبير جداً مقارنة بأحوال الناس".
وفي السياق ذاته، يقول الجزار "ديب الباشا" لبلدي نيوز: "إن البيع والشراء بالنسبة للأضاحي يتركز بالأسواق الشعبية الكبيرة مثل (أعزاز والباب ومارع)، وكلما اقترب العيد تتحسن الأسعار"، مشيراً إلى أن "السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار هو الطلب الكبير من قبل الجمعيات والمنظمات الخيرية، والتي اشترت آلاف الرؤوس بقصد الأضحية".
وأضاف أن "الكثير من المغتربين السوريين وغير السوريين حولوا نقوداً ومبالغاً للداخل السوري من أجل الأضحية".
يُذكر أن ريف حلب الشرقي يعتمد سكانه في غالبيتهم على تربية المواشي وخصوصا مدينة الباب وريفها، وكانت حررت فصائل الجيش السوري الحر بالتعاون مع القوات التركية، مدينة الباب بريف حلب الشرقي من تنظيم "داعش" في أوائل عام 2017.