بلدي نيوز - (محمد العلي)
تعتبر محافظة "إدلب من أغنى المحافظات السورية بالمواقع والقرى الأثرية، وقدرت نسبة المعالم الأثرية في عام 1991 بـ 38% من نسبة المعالم والمواقع الأثرية في سوريا.
وقال مدير آثار محافظة إدلب "أيمن النابو" لبلدي نيوز: "تحتضن محافظة إدلب ثلث المواقع الأثرية السورية، بعدد يتجاوز 760 موقعا، تعود لحقب تاريخية مختلفة، بعضها يعود إلى فترة (الشرق القديم)، وصولاً للفترة الإسلامية المتأخرة".
وأوضح أن من أهم هذه المواقع؛ "إيبلا وتل الكرخ وتل دينيت" وغيرها من التلال التي تعوود إلى حقبة الشرق القديم، أي قبل 3000 سنة قبل الميلاد، إضافة إلى القرى والمواقع المنسية العائدة إلى (الحقبة الكلاسيكية).
وأضاف، أن محافظة إدلب تسجل خمسة باركات على قائمة "التراث العالمي"، وهي أشبه ما تكون بمتحف أثري مفتوح على الهواء الطلق، إضافة لمتحفين آخرين، الأول "متحف مدينة معرة النعمان" الذي يعتبر ثاني أغنى متحف باللوحات الفسيفسائية، ومبناه الأثري العائد لفترة الخلافة العثمانية.
والثاني، متحف مدينة إدلب الذي يضم أكثر من 15 ألف رقم مسماري، تعود للأرشيف الملكي في "إيبلا" تؤرخ تاريخ المنطقة لأكثر من 5000 سنة قبل الميلاد.
وعن الأضرار التي لحقت بهذه المواقع خلال السنوات الأخيرة، قال "نابلو": "لقد تعرضت معظم هذه المواقع لأضرار بنسب متفاوتة، ويمكن تصنيفها على الشكل التالي؛ "أضرار سببها الدمار الناجم عن قصف قوات النظام بالمدفعية والبراميل المتفجرة، كما شاركته القوات الروسية ذات الجريمة".
وقال "وثّقنا قصف النظام وروسيا متحف "معرة النعمان" على ثلاث مراحل زمنية مختلفة، كما تعرض متحف مدينة إدلب لقصف جوي عدة مرات أيضاً، كما تعرضت عدة مواقع مفتوحة للقصف، كـ "خربة شنشراح وخربة آثار الخطيب ومملكة إيبلا" وغيرها من المواقع.
وأضاف، "هنالك انتهاك ترتكب ناجمة عن قلة الوعي المجتمعي، حيث تعرضت العديد من المواقع لأعمال تكسير "حجارة المعالم الأثرية" واستخدامها في البناء، ومن أهم المواقع التي تعرضت لأضرار من هذا النوع آثار "البارة وسرجيلا وباقرحا وقرق بيزة وبابسقا"، وهذا النوع من الخراب قد يخرج هذه المعالم من نطاقها الجغرافي والتاريخي.
وأشار إلى أن "هناك مواقع تعرضت لأضرار بفعل العوامل الجوية، تتطلب التدخل بشكل موسمي لأجراء صيانة لقواعد وأساسات العديد من المعالم للحفاظ على حالتها الأساسية والتاريخية لأطول فترة زمنية ممكنة".
وأوضح المتحدث أن هناك عمليات بحث وتنقيب عشوائية، من قبل أفراد وجماعات بدافع الحصول على المال، ومنهم من جعل منها باباً للتكسب، أو من تسول لهم أنفسهم البحث عن القطع النفيسة وبيعها خارج البلد، والذي تسبب بفقدان المئات من القطع الأثرية، وإلحاق الضرر ببعض المواقع، فضلا عن التوسع والزحف العمراني الحديث، بات له دورا كبيراً في تغطية ملامح بعض المواقع الأثرية في المحافظة وريفها.
وأعادت مديرية آثار إدلب افتتاح المتحف الأثري في المدينة، في الثالث عشر من آب/أغسطس الجاري، بعد أكثر من 5 سنوات على إغلاقه مع فقدان العشرات من القطع الأثرية النفيسة، وتضرر العديد من التماثيل والرقم والقطع الأثرية بفعل القصف.