بلدي نيوز
وجدت دراسة جديدة بشكل عام أن من يميلون إلى التعبير عن نفسهم بغضب يبالغون في تقدير قدراتهم المعرفية، فإذا كنت تعرف شخصا سيء المزاج بشكل عام، قد يسرّك أن تعلم أنه ربما ليس ذكيا بقدر ما يعتقد، فحسب دراسة جديدة على خلاف المشاعر السلبية الأخرى، فالغضب يجعل الناس واثقين ثقة مفرطة بذكائهم.
في هذا السياق، قال مارسين زاجينكوفسكي، مؤلف دراسة وعالم نفساني في جامعة وارسو في بولندا: "إن الغضب يختلف اختلافًا كبيرًا عن المشاعر السلبية الأخرى، كالحزن والقلق والاكتئاب".
وأظهر بحث سابق أن الغضب هو عاطفة سلبية غير عادية، فهو غالبا ما يرتبط بصفات إيجابية، مثل التفاؤل. لكن، لم يكن واضحا كيف يؤثر الغضب في الذكاء المدرك، ويشكّ زاجينكوفسكي وزميله في أن الأشخاص الغاضبين ربما يكونون أكثر ميلاً إلى الإفراط في تقدير مدى ذكائهم.
لاختبار ذلك، أجرى الباحثون استطلاع رأي شارك فيه أكثر من 520 طالبا يتعلّمون في مدارس وارسو، أجاب الطلاب عن أسئلة لقياس مدى سهولة غضبهم، وعدد المرات التي يغضبون فيها. بعد ذلك، أجروا فحصا يقيّمون فيه ذكاءهم، قبل إجراء اختبار موضوعي للذكاء.
وجدت الدراسة بشكل عام أن الطلاب الذين لديهم ميل أعلى إلى الغضب بالغوا أيضا في تقدير قدراتهم المعرفية، من ناحية أخرى، فإن الطلاب الأكثر عصابية، وهي سمة غالبا ما ترتبط بالغضب، استخفّوا بشكل عام بذكائهم. تشير العصابية إلى الصفات السلبية بما في ذلك القلق غير المنطقي والحزن الكبير.
ربما ليس من المستغرب أن الباحثين وجدوا أن النرجسية كانت عاملًا رئيسًا في كيفية حكم الناس على مدى ذكائهم. وفي هذا الإطار، قال زاجينكوسكي لـ PsyPost إن الشخصيات السيئة المزاج ارتبطت بـ "أوهام نرجسية".
الجدير ذكره أنه في حين وجدت الدراسة أن الأشخاص الغاضبين يميلون إلى أن يكونوا أكثر نرجسية، ويبالغون في تقدير ذكائهم، فإنّ الغضب لا علاقة له بمستوى الذكاء الحقيقي.
وعلى الرغم من أن الباحثين وجدوا علاقة بين السمتين، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت هناك علاقة سببية وتأثيرية بين الغضب والإفراط في تقدير الذكاء. ثمة حاجة إلى مزيد من البحوث لاستكشاف هذا الرابط.
ما لم تختبره الدراسة هو كيف يؤثر الغضب في الذكاء المدرك في لحظة الانفعال. فقد قيّمت الدراسة الغضب على أنه سمة شخصية، لكنّه غالبًا ما يكون عاطفة مؤقتة.
ينبغي إجراء بحث إضافي لمعرفة إذا كان الأشخاص الذين لا يشعرون بالغضب بسهولة، ربما يصبحون أشد ثقة في قدراتهم في اللحظة التي يشعرون فيها بالضيق.
المصدر: إيلاف