بلدي نيوز
نشرت صحيفة "القدس العربي" مقالاً، بعنوان "هل يكون الاتفاق الدولي في سوريا ثلاثي الأبعاد: إنهاء الثورة وإخراج إيران وإعادة هيكلة النظام؟"، تحدثت فيه الصحيفة عن مستقبل سوريا في المدى القريب وسط التجاذبات والصفقات السياسية بين الأطراف المؤثرة في سوريا.
وجاء في المقال: "لا تعني الإنجازات العسكرية الأخيرة الذي حققها النظام السوري وحلفاؤه في المنطقة الجنوبية من سوريا، بالضرورة أن النظام السوري بات قادراً على فرض شروطه في آخر معقل للمعارضة السورية شمالاً، ولن يكون الوضع الميداني هو الوجه الوحيد للأزمة برأي خبراء ومحللين، فالصراع تحول إلى تفاهمات دولية وإقليمية، وسط محاولة الفصائل العسكرية الوازنة المنتشرة في إدلب ومحيطها الاستفادة من ذلك عبر إيجاد صيغة توافقية مع أنقرة تفضي إلى حل عقدة التشرذم، وإغلاق ملف التنظيمات الجهادية وسلاحها الثقيل، مما يبقي على الجسم العسكري المنبثق عنها داخل المعادلة الصعبة، وهو الأمر الذي يشير إلى تردد روسيا في الإعلان عن حرب على تلك المنطقة، قبل استنفاد الوقت الذي تعهدت به أنقرة لجعل إدلب منطقة وقف اطلاق نار.. إذ نفى المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، الثلاثاء، وجود أي هجوم واسع على محافظة إدلب حاليا، داعياً المعارضة للتوصل إلى حل لمسألة ما سماها بالتهديدات الإرهابية في المحافظة".
واستدرك المسؤول الروسي، بالقول "للأسف التهديدات في المنطقة تبقى كبيرة جداً، في الشهر الماضي فقط تم إسقاط 26 طائرة مسيرة تحمل متفجرات، ولا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي تجاه كل شيء ضد العسكريين الروس في قاعدة حميميم، فإن نجحت المعارضة المعتدلة في اتخاذ معايير محددة للحد من الخطر، فنحن مستعدون للمساعدة بشكل منفتح، ونعول على أنهم سينجحون بذلك".
وأضافت الصحيفة: "تزامن ذلك مع اتفاق الدول الضامنة لمفاوضات مسار أستانة، على الإبقاء على إدلب، شمال سوريا، في مأمن مؤقتاً، إلا أن تركيا، أكدت خلال جولة سوتشي، أن الوضع حول إدلب آمن، فيما تتخوف المعارضة السورية من حملة عسكرية جزئية بقيادة روسية، تستهدف ريف اللاذقية وصولاً إلى جسر الشغور".
وصرّح القيادي العسكري البارز في المعارضة السورية العقيد "فاتح حسون" للصحيفة، قائلاً: "تركيا حسمت موقفها تجاه أي هجوم على إدلب، شمال سوريا، سواء كان ذلك الهجوم بمشاركة قوات سوريا الديمقراطية أو من عدمه، وأن أنقرة لن تقف مكتوفة الأيدي، وأن وجود 12 نقطة مراقبة تركية في الشمال يعني الكثير".
وتذهب الصحيفة إلى أنه "رغم قناعة البعض بأن حرباً إعلامية يشنها النظام السوري وأعوانه، بغرض زعزعة ثقة المقاتلين بقدراتهم في إدلب وما حولها، وكذلك محاولة فصل الحاضنة الشعبية عن المعارضة، إلا أن الوقائع تشير إلى وجود تحضيرات عسكرية يقوم بها النظام بهدف شن هجوم على أجزاء من منطقة خفض التصعيد من محاور عدة أهمها جسر الشغور، وفق ما قاله قائد حركة تحرير الوطن، العقيد فاتح حسون، ولم يستبعد القيادي، مشاركة قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في المعركة، بعد تمهيد الوحدات الكردية لطريق العودة إلى مظلة النظام السوري، ويساند تلك الحرب الإعلامية تصريحات روسية بين الفينة والأخرى".
وأردفت: "ما يتم ترويجه والتصريح عنه من النظام السوري وحلفائه، يقابله من طرف الثورة وداعميها، وفق العقيد حسون، تطمينات وتحذيرات واستعدادات عسكرية ولوجستية، ولكن مواصلة النظام العمل العسكري أم توقف عنه، يبقى مرهوناً بما يمكن أن يتحقق فعليا على الأرض بعد لقاء الرئيسين التركي والروسي، ومدى قدرة إيران على تخريب ما تم الاتفاق عليه ودورها فيه".
وقال العقيد للصحيفة: "بالرغم من صعود أخبار التهديدات في محافظة إدلب، لأعلى المستويات الدولية والمحلية، من خلال التصريحات وحملات التهديد والوعيد من قبل النظام السوري وروسيا والقوات الكردية، فضلاً عن التطمينات التركية، واستعداد المعارضة السورية لكافة الاحتمالات، إلا أن حدوث أي عامل مفاجئ في المحافظة، لن يتحول إلى حرب إقليمية في سوريا"، مشيراً إلى "ثقل التشكيلات العسكرية المنتشرة في آخر معقل للمعارضة شمالاً".
ودلل القيادي على وجود اتفاق دولي لإنهاء النزاع في سوريا لصالح النظام السوري، بالقول بأن الدول العظمى رغم الخلافات البينية فيما بينها، إلا أنها متفقة على قاعدة ثلاثية واحدة، وهي: "إنهاء الثورة السورية، وإخراج إيران من سوريا، وإعادة هيكلة النظام السوري".
وتابعت الصحيفة: "يجري ذلك بينما خرج السوريون منذ زمن من دائرة صنع القرار في بلادهم، وأصبح النظام والمعارضة على حد سواء، في رأي البعض، أدوات بيد اللاعبين الدوليين والإقليميين، وبينما يحاول النظام السوري الخروج بمظهر المنتشي بفعل الانتصارات الميدانية التي حسنت مركزه وأعادت جزءاً من هيبته المفقودة، بعد الإنجازات التي حققها بدعم روسي وإيراني، تحاول فصائل المعارضة تحت ضغط تركي، توحيد صفوفها، وحل عقدة النصرة، منعاً لأي تفاهمات دولية لاحقة قد تودي بـ4 ملايين شخص".
المصدر: القدس العربي