الاندبندنت - ترجمة بلدي نيوز
في الوقت الذي تتصلب فيه المواقف والسياسات في جميع أنحاء أوروبا اتجاه اللاجئين، يظهر فيديو جديد يفضح الخراب المطلق الذي يفر منه السوريين.
ويكشف الفيديو بالتفصيل عواقب الحرب في البلاد لمدة خمس سنوات، وتظهر لقطات الطائرات بدون طيار أكواماً من الركام لمباني قد دمرت في مدينة حمص، وهي من كانت سابقاً ثالث أكبر مدينة في سوريا، والآن هي عبارة عن كومة من الدمار.
وفي حين أن الفيديو يعكس الخراب المطلق في المدينة التي كانت ذات يوم موطنًا لأكثر من 650.000 ألف شخص، لا تزال محادثات السلام الرامية إلى إنهاء الأعمال العدائية غير منتجة بشكل محبط.
فالحجج حول من ينبغي أو لا ينبغي أن يحضر المفاوضات طغت على الضرر المستمر الذي تحدثه الحرب، والتي شهدت تشريد أكثر من 11 مليون سوري، وأكثر من نصف سكان البلاد بأكملها.
وفي حين وُصفت لقطات الطائرة بدون طيار لسوريا بأنها دعاية تهدف إلى تعزيز التدخل العسكري الروسي في البلاد، لكنها تفضح على نطاق مذهل مدى التدمير الذي تعرضت له البلاد والذي هو أكبر من أي محاجة .
وحتى عندما ترددت أنباء عن أن تسعة أشخاص قد لقوا حتفهم غرقاً في البحر، محاولين الوصول إلى ملاذ آمن نسبياً في أوروبا، ما زالت الموجة المضادة للاجئين تزداد وتنمو في جميع أنحاء القارة الأوروبية، حيث أصدرت الدنمارك مؤخراً تشريعاً يسمح بالاستيلاء على الأشياء الثمينة التي يملكها اللاجئين، وهي ممارسات قورنت بمعاملة اليهود في ألمانيا النازية.
ومن جهتها، رفضت السويد 80.000 ألف طلب لأشخاص طلبوا اللجوء في البلاد الاسكندنافية العام الماضي، في حين تعتزم فنلندا أيضاً رفض 20.000 من أصل 32.000 ألف طلب لجوء تلقتهم في عام 2015.
وأعلنت أنجيلا ميركل مؤخراً، أنه من المتوقع أن يعود اللاجئون إلى الشرق الأوسط عند انتهاء النزاع، في حين وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أولئك الذين يعيشون في بؤس مخيم كاليه بـ "حفنة من المهاجرين".
ومنذ بداية الصراع الدائر في سورية عام 2011، دُعم نظام بشار الأسد بمساعدة من روسيا ضد مختلف الفصائل، بما في ذلك تنظيم "الدولة" والجماعات المرتبطة بها، ويبدو أن لغة القارة الأوروبية والتي بدت لفترة من الفترات مرحبةً باللاجئين السوريين لم تعد تظهر هذا الاستيعاب لأزمتهم، على الرغم من الوضع المزري الواضح في حمص ودمشق وغيرها من المدن السورية التي تحولت إلى أنقاض خلال السنوات الخمس الماضية.