بلدي نيوز
كتب مدير مركز رفيق الحريري في المجلس الأطلنطي، والمستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية "فردريك هوف" مقالا في مجلة "ذا أتلانتك" سلط الضوء فيه على اللقاء المرتقب بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أن اللقاء المزمع عقده في 16 تموز الحالي، سيقرر مصير سوريا التي "دمرتها الحرب".
ووصف "هوف" في مقاله بحث روسيا عن "الصفقة الكبرى بشأن سوريا"، قائلاً إن "واشنطن تقوم في الوقت الحالي بالضغط على موسكو لكي تقوم بوقف العملية العسكرية التي يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد في جنوب غرب البلاد".
وقال إن "واشنطن تقوم في الوقت الحالي بالضغط على موسكو لكي تقوم بوقف العملية العسكرية التي يقوم بها نظام بشار الأسد في جنوب غربي البلاد، وتريد روسيا من الولايات المتحدة التخلي عن المناطق التي حررتها من تنظيم الدولة في شمال شرقي سوريا، ومن هنا فقد يحاول بوتين إغراء ترامب بصفقة تنفع الأسد وإيران والجماعات المتطرفة التي تدعمها، وربما توصلت موسكو لنتيجة أنها تستطيع تحقيق ما تريد بدون صفقة".
وأضاف أن "الأردن قالت إنها لن تستقبل أعدادا جديدة من اللاجئين، لكن هناك تسونامي لجوء وقد تجد نفسها مضطرة للمساعدة، بضغط من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية".
وأشار "هوف" إلى أن "إسرائيل تخشى على استقرار الأردن، لكن الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريدان من بوتين تكميم الأسد، مع أن التقارير تشير لمشاركة الطيران الروسي في العمليات، إلا ان العملية في الجنوب تحمل مخاطر لكل من موسكو ونظام الأسد، فصورة هذا الأخير كمنتصر مهمة لعودة روسيا كلاعب على الساحة الإقليمية، ولكن عليها التعامل مع وكيل قد تؤدي أفعاله وشركاؤه الإيرانيون مثل الهجمات الكيماوية إلى تدخل أميركي أو إسرائيلي، خاصة عندما ينظر للوجود الإيراني في جنوب- غرب البلاد كتهديد".
وبيَّن أن "بوتين يريد دون أدنى شك، بقاء الأسد ممتطياً صهوة الحصان ولفترة طويلة، مع أن التحدي الأكبر هو منعه والإيرانيين من ارتكاب الحماقات في جنوب- غرب سوريا".
وتساءل "هوف": "ماذا سيفعل بوتين لتحويل الوضع المتفجر لصالح وكيله؟.. ربما أقنعه لتخفيف الهجمات حتى يعمل على الأميركيين، فانتصار أميركا وحلفاؤها في شمال- شرق سوريا سيؤدي للسيناريو الذي تخشاه روسيا والنظام وهو بروز بديل عن نظام عائلة الأسد الفاسد والعقيم".
ولفت إلى أن "إمكانية تخيل بوتين وهو يقدم عرضاً يبقي الأسد في الحكم، ويستعيد السيطرة على كل سوريا، ومن هنا فقد يقوم أولا بتطمين ترامب في لقائهما أن عملية الأسد ستنتهي في القريب العاجل وأنه سيرسل القوات الروسية لحماية منطقة خفض التوتر".
وقال "هوف": "مقابل ذلك فقط يطلب من ترامب سحب قواته سريعا من سوريا ومنحه الفرصة للإعلان عن النصر"، منوهاً إلى أنه "عندما تصبح سوريا في المرآة الخلفية للأمريكيين فقد يعرض بوتين على الأسد والإيرانيين حق احتلال مناطق النفط في شرق سوريا مع تطمين باستعادة جنوب- غرب البلاد قطعة بعد قطعة".
وأردف: "ربما وجد ترامب نفسه مندفعاً للقبول بهذا العرض مع أن عليه رفضه لأنه سيضيع جهود أربعة أعوام في قتال تنظيم داعش، كما سيسمح لرجال النظام والميليشيات الإيرانية غير المنضبطة باحتلال آبار النقط والمناطق الزراعية الخصبة".
وختم "هوف" مقاله بالقول، "أما الخيار عن هذا فهو تحقيق الاستقرار بدءاً من الرقة عاصمة تنظيم الدولة السابقة، ولن يكون سهلا أو سريعا، وستحتاج أمريكا للشركاء والحلفاء بدلاً من تقديمها للروس حيث ستظل سوريا في حرب بلا نهاية وسيعود تنظيم الدولة في نسخته رقم2".
المصدر: القدس العربي