بلدي نيوز - حماة (شحود جدوع)
ظهرت في الأيام القليلة الماضية أعداد كبيرة من أسراب الجراد في منطقة سهل الغاب في الريف الغربي لمحافظة حماة، ما تسبب بحالة هلع لدى الفلاحين.
وطالت هذه الآفة الخطيرة معظم مواسم المناطق التي يعتمد سكانها على الزراعة في الدرجة الأولى، وأدت إلى أضرار كبيرة في المحاصيل والمزروعات حتى باتت معضلة تؤرق الفلاحين في الوقت الذي يحتاج مكافحتها إلى الجهد الجماعي الغائب تماماً في ظل المحاولات الفردية اليائسة.
رئيس المجلس المحلي لقرية الشريعة والرئيس السابق للوحدة الإرشادية في الشريعة "محمد غالب العنيزان"، قال لبلدي نيوز "يعتبر الجراد من أخطر الآفات التي تتعرض لها المزروعات والتي يصعب مكافحتها من قبل المزارع نفسه، وتكمن خطورتها بكثافة الأعداد والانتشار السريع في مساحات واسعة".
وأضاف العنيزان "منذ ما يقارب الشهر ونصف غزت أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي الأسترالي الأراضي الزراعية في سهل الغاب قادمةً من مناطق أفريقيا، واستقرت على غير عادتها في سهل الغاب، بسبب عدة عوامل أهمها ملائمة الظروف الجوية من أمطار مترافقة مع حرارة ورطوبة وتوفر للغذاء أمن لها بيئة مناسبة لانتشار والتكاثر تشبه إلى حد كبير الأجواء الأفريقية التي هاجرت منها".
وأكد رئيس المجلس أن هذه الآفة تظهر في ذات الفترة من كل عام ويتم مكافحتها بعمل جماعي ترعاه إحدى المنظمات المختصة والتي تقدم الأدوية والمعدات اللازمة لبخ الأراضي والمصارف المائية في معظم سهل الغاب، إلا أن العام الحالي لم يشهد أي عرض من المنظمات المختصة في هذا الشأن ما ينذر بتفاقم الآفة التي تعجز جهود الفلاحين الفردية على احتوائها.
وأشار "العنيزان" إلى نسبة التضرر بلغت حوالي ١٥٪ من محصول القمح والشعير، و٥٪ من المحاصيل الحالية من خضروات وأشجار مثمرة، مرجحاً أن ترتفع النسبة إلى أربعة أو خمسة أضعاف في حال لم يتم تدارك الأمر من قبل الجهات الحكومية والمنظمات الزراعية في المناطق المحررة.
ويعتبر سهل الغاب من أضخم المناطق الزراعية في الأراضي المحررة، وتكثر فيه زراعة القمح والبقوليات والخضروات والذرة والسمسم، ويشكل العمود الفقري للإنتاج الزراعي في الأراضي المحررة، فضلاً عن كونه وسيلة معيشة تعيل الآلاف من المزارعين وتؤمن فرص عمل لعشرات الآلاف من العاطلين عن العمل.