بلدي نيوز - متابعات
هدد وفد المعارضة السورية، بعد ساعات من وصوله إلى جنيف، بالانسحاب من المحادثات إذا واصل نظام الأسد تصعيده العسكري بحق المدنيين، وأكد الوفد أن وجوده في جنيف مرتبط بتنفيذ البندين 12 و13 من قرار مجلس الأمن 2254 بخصوص سوريا.
وشدد المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب على أن وجود وفد المعارضة في جنيف مرتبط بتحسين الحالة الإنسانية، وليس في إطار العملية التفاوضية التي يجب أن تنطلق بعد ذلك على أساس القرارات الأممية التي تنص على تأسيس هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية.
وقال حجاب في بيان بعيد وصوله إلى جنيف إنه "في ظل إمعان النظام وحلفائه في استمرار ارتكاب جرائم الحرب بحق المدنيين، ولا سيما تكثيف القصف في ريف دمشق وإدلب وحلب، فضلاً عن قصف واستهداف النازحين في مخيم أوبين بريف اللاذقية، إلى جانب وفاة 16 مدني في مضايا نتيجة استمرار الحصار وسوء التغذية، فإنه بات من الواضح أن النظام يعمل على تقويض الجهود الدولية لتحسين الوضع الإنساني".
وهدد المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض بالانسحاب من مشاورات جنيف، في حال أصر النظام على الاستمرار في ارتكاب هذه الجرائم، وكشف أن الوفد سيبلغ "دي مستورا" نية الهيئة سحب وفدها التفاوضي في ظل استمرار عجز الأمم المتحدة والقوى الدولية عن وقف هذه الانتهاكات.
ونوه حجاب بأن مشاركة المعارضة في مشاورات جنيف تأتي على خلفية الضمانات والتعهدات الخطية التي تلقتها من العديد من القوى الدولية بتنفيذ المادتين 12 و13 من قرار مجلس الأمن "2254"، إضافة إلى التعهدات التي نقلت للهيئة على لسان الأمين العامة للأمم المتحدة والتأكيد الخطي دي مستورا باعتبار المسألة الإنسانية فوق مستوى التفاوض مع النظام، وأنها لا تدخل ضمن الأجندة التفاوضية كونها حق طبيعي للشعب السوري.
وكان المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، منذر ماخوس، قال إن الوفد يرهن مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات في المباحثات بتطبيق نظام بشار الأسد للقرارات الدولية خاصة القرار 2254، ولاسيما المواد 12 و13 التي تـلزم النظام بفك الحصار عن المدن والبلدات في سوريا، والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول، ووقف القصف، وكذلك إطلاق سراح المعتقلين.
وبعد أيام من المشاورات المكثفة في العاصمة السعودية الرياض، قررت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية، المشاركة في مباحثات جنيف 3، والتي بدأت في وقت سابق من يوم الجمعة.
وبحسب بيان الهيئة فإن قرار الموافقة يأتي بعد أن تلقت ضمانات دولية بتنفيذ التزامات قرار مجلس الأمن 2254، كما أنها حصلت أيضا على تأكيدات من وزير الخارجية الأميركي جون كيري لدعم بلاده لتنفيذ الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية وفقاً لبيان جنيف (1)".
وبحسب بيان الهيئة العليا للمعارضة السورية، فإن ذهابها إلى جنيف يأتي لاختبار جدية النظام السوري، ونوهت إلى أن المفاوضات ستكون بطريقة غير مباشرة، وأشارت إلى أنها تلقت دعما من عدد من وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة.
هذا ورحبت السعودية بقرار المشاركة في مفاوضات جنيف، وهو الموقف الذي لقي أيضا ترحيباً من وزير الخارجية الأميركي.
وكان مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا التقى في وقت سابق الجمعة وفد حكومة الأسد، وأكد عقب اللقاء أن المفاوضات تسعى في نهاية الأمر إلى تحسين واقع الشعب السوري.
وكانت الأمم المتحدة والأطراف الداعمة للحل السياسي في سوريا رفضوا تأجيل محادثات جنيف، وحسب المعلومات الأولية فإن الجولة الأولى من المحادثات ستنتهي قبل يوم الحادي عشر من فبراير المقبل، حيث ستعقد قمة في جنيف لتقويم سير المحادثات.