بلدي نيوز - (عمر الحسن)
أعلن مساعد رئيس الجامعة الإسلامية الحرة الإيرانية لشؤون التعليم والدراسات العليا "علي رضا رهائي"، أن الجامعة ستفتتح فروعا لها في سوريا.
ونقلت وسائل الاعلام عن رهائي قوله، إن رئيس الهيئة التأسيسية وهيئة الأمناء للجامعة الاسلامية الحرة "علي أكبر ولايتي" التقي مع رأس النظام بشار الأسد، وأثمر اللقاء عن اتخاذ قرار بشأن انشاء فروع للجامعة الإيرانية في مدن سورية عديدة قريبا.
ويعكس الكشف عن موافقة بشار الأسد على فتح فروع لجامعة إيرانية في سوريا، توجها إيرانيا نحو تأكيد الوجود الإيراني في سوريا ليس فقط على المستويين العسكري والأمني، وليس عن طريق الميليشيات الرديفة التابعة "للحرس الثوري الإيراني"، بل أيضا من خلال هيمنة ثقافية تُدخل عقيدة الولي الفقيه وجهود التشيّع لاختراق النسيج الاجتماعي السوري.
وفي الظاهر يبدو فتح مدارس وفروع لجامعات إيرانية دينية يتعارض مع خطاب النظام الذي يفاخر بأنه علماني يحارب التيارات الإسلامية. ولا يعتبر قرار بشار الأسد مفيدا للتعليم في سوريا على النمط الذي عهدته البلاد وفق برامجها الدراسية والتربوية المعروفة، بل جاء استجابة للإرادة الإيرانية في تأكيد حضور طهران هذه الأيام كما في المستقبل داخل التفاصيل المتعلقة بثقافة العيش وتقاليده في سوريا.
وأنشطة التشيع ماضية على قدم وساق في سوريا منذ أكثر من عقدين، وتكثّفت غداة انطلاق المواجهات في سوريا عام 2011. ويأتي قرار الأسد الأخير ليؤطّر الوجود العقائدي والمذهبي الإيراني داخل مؤسسات جامعية تنقل إلى الطلاب السوريين أيديولوجيات إيران، وسيؤمن لنظام الولي الفقيه قاعدة اجتماعية واسعة في سوريا كما في بقية البلدان التي تنشط طهران داخلها.
كما أن هذه الخطوة من شأنها أن تؤثر سلبا على الواقع الثقافي السوري، وتزيد من "التبعية" السورية لإيران، حيث كان النظام سمح بفتح ملحقيات ثقافية إيرانية في عدد من المدن، وقد كانت منبرا لنشر فكر ما يسمى بالثورة الإيرانية وتجنيد أشخاص لتنفيذ هذا المخطط.
وستعمل تحت غطاء علمي في العلن، لكنها في الوقت ذاته ستؤسس قاعدة من المثقفين والخريجين التابعين لإيران فكريا وسياسيا".
وتقوم إيران بدعم نظام بشار الأسد، وأيضا تقديم دعم مالي وعسكري لميليشيا حزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، وميليشيات شيعية عراقية، في مسعى منها لزيادة نفوذها في الشرق الأوسط.