بلدي نيوز - (خاص)
استخدم النظام خلال الفترة الماضية مجموعة من التكتيكات الإعلامية وعمليات الهندسة الاجتماعية والسايكولوجية، والتي عمل خلالها على توجيه أنظار السوريين وخاصة المعارضين منهم باتجاهات مختلفة، محاولاً غرس عدد من الأفكار في عقولهم تتماشى مع مصالحه، ولعل أهمها الأفكار المتعلقة بسيطرة الروس على مفاصل النظام وتحجيمهم له، والمظاهرات المناوئة للقتال مع النظام في الساحل، واعتقال بثينة شعبان، وموضوع العفو الذي سوف يصدره نظام الأسد عن المعتقلين السوريين.
الذباب الإلكتروني هو أهم الأساليب التي استخدمها النظام خلال حملته الحالية وهو أسلوب يستخدمه النظام والأنظمة القمعية (وحتى الشركات التجارية وغيرها) لتوجيه الرأي العام باتجاه محدد يريده والتأثير عليه بالشكل الذي يحتاجه، وتوجيه النقاشات والخلافات بين أفراد الشعب بالأسلوب الذي يخدم مصلحته، مستغلا بساطة الأغلبية وعاطفيتها، وإمكانية التأثير عليها عاطفيا باستغلال حاجاتها الرئيسية والوضع المزري الذي تعيشه.
الذباب الإلكتروني هو مصطلح يطلق على الحسابات الإلكترونية الوهمية (وقد تكون حقيقية) وهو حساب وهمي يسأل أسئلة أو يعلق تعليقات أو يضع منشورات خلافية أو مؤيدة للنظام ولأعماله بشكل غير مباشر ما يتسبب بإثارة الكثير من التعليقات والتفاعل وتحريك الرأي العام بالاتجاه الذي يخدم النظام.
للذباب الإلكتروني أنواع تتراوح مهماتها بين عمليات الاستطلاع الإخباري وترويج الشائعات أو الرد على الأخبار المتعلقة بالنظام وتكذيبها وخلق رأي عام وهمي يساهم في توجيه الأغلبية باتجاه رأي ما أو تنفيذ حملات التبليغات على الحسابات المعارضة بهدف حظرها أو حذفها وحذف منشوراتها والتضييق عليها وهي تعمل بإمرة المخابرات، والنظام لديه ما يطلق عليه اسم الجيش السوري الإلكتروني، والذي تتحدث بعض المصادر أن عدد عناصره 30 ألفا، ويديرون على الأقل 100 ألف حساب وهمي، حيث تعمل هذه الحسابات إما بشكل فردي أو بشكل هجمات لمجموعات منها، وتتفاوت الأساليب في الهجمات بين التبليغات أو التعليقات حول قضية ما لتشويش أو توجيه الرأي العام بما يخدم النظام.
عملياً حملة الذباب الإلكتروني الأخير التابعة للنظام هي الأذكى خلال السنوات الماضية، فقط استطاع تمرير ثلاثة أخبار مهمة هي العفو والسيطرة الروسية على مفاصل النظام واعتقال بثينة شعبان، وهو أمر يدل على تطور تكتيكات عمل النظام ومستوى ذبابه الإلكتروني.