بلدي نيوز - إدلب (زين كيالي)
تستمر وتيرة الفلتان الأمني في التصاعد ضمن المناطق المحررة في إدلب وريفها، لتنتقل سياسة تفجير العبوات الناسفة من منطقة لأخرى، حاصدة معها أرواح وإعاقات بين صفوف كتائب الثوار التي تتجه لتعزيز الجبهات المشتعلة في أرياف اللاذقية وحلب.
العبوات الناسفة لا تخطأ أهدافها أبداً فهي لا تستهدف سوى قادة الثوار أو المجموعات القتالية الفاعلة وخاصة حركة أحرار الشام أحد أكبر التشكيلات العسكرية للثوار في المحافظة، أعمال الاغتيالات تستمر باضطراد ملحوظ وسط فشل أمني للثوار في مكافحة زراعة العبوات التي تنفذها مجموعات مجهولة.
مصادر ميدانية أكدت لـ "بلدي نيوز" إصابة عناصر من حركة أحرار الشام الإسلامية، يوم الأربعاء، جراء انفجار عبوة ناسفة مزروعة على الطريق في سيارتهم، شمال مدينة سراقب الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف إدلب الشرقي.
العبوة الناسفة الجديدة أدت إلى إصابة ستة عناصر من الحركة، بانفجار استهداف سيارتهم أثناء عودتهم من "الرباط" على جبهات ريف حلب الجنوبي، وتم إسعافهم على إثرها إلى المشفى الميداني في مدينة سراقب لتلقي العلاج، مشيرة إلى أن المنطقة شهدت استنفارا أمنيا كبيرا لمقاتلي المعارضة عقب الانفجار، مؤكدة أنه حتى اللحظة لم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير.
كما رجّح ناشطون معارضون أن "خلايا نائمة" تابعة لتنظيم الدولة في المنطقة، تقف وراء التفجيرات المتتالية والاغتيالات المتكررة لعناصر وقادة من فصائل المعارضة في ريف إدلب.
يذكر أن جيش الفتح المعارض أعدم مؤخراً أربعة أشخاص بتهمة التخابر والتعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة إدلب وريفها، والتي شهدت مؤخراً سلسلة من التفجيرات والاغتيالات لقادة وعناصر من المعارضة.
مراقبون لما يجري من تطورات في محافظة إدلب واتباع سياسية الاغتيالات الخفية أكدوا بأن الأهداف الخفية لهذه الأعمال هو تصفية النخب الثورية بشكل بطيء وتدريجي، مشيرين إلى إن العبوات الناسفة تتعمد إصابة المجموعات الثورية الفاعلة في المحافظة أو المجموعات القتالية المشهود لها في أرياف حلب أو اللاذقية.
ولم يستبعد المراقبون أن يكون لنظام الأسد الباع الأكبر من وراء هذه الاغتيالات؛ فهو ما زال يستذكر ما فعله به جيش الفتح خلال معركة تحرير إدلب، وطرده منها ذليلاً، كما أن نظام الأسد يشتهر بالاغتيالات، في حين لم تستبعد المصادر تورط تنظيم الدولة في ذلك إذ إنه على عداء كبير من تشكيلات جيش الفتح وخاصة حركة أحرار الشام الإسلامية.