بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
استبعد رامي الدالاتي؛ الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن تعمل "هيئة تحرير الشام" على حل نفسها، ورجح أن تكون الخطوة القادمة هي ذوبان جميع الفصائل في كيان واحد.
وقال "الدالاتي" في تصريح لشبكة شام الإخبارية، "إن فكرة حل هيئة تحرير الشام نفسها وبقاء باقي الفصائل ليس وارداً، وإن ما يدرس ليس التخلص من الهيئة بحلها نهائياً، وإنما ذوبان جميع الفصائل في كيان عسكري كبير وفق تصور ما، مثل "حكومة أو إدارة أو أي كيان جامع"، بحيث يذوب الجميع بينهم عناصر الهيئة الذين يشكلون إشكالية بالنسبة للمجتمع الدولي".
وأوضح "الدالاتي"، أن الهيئة بدأت تتحرك باتجاه واسع لافتتاح مكتب سياسي، والخروج بتمثيل حقيقي، وأن الجماعة في طريقها لـ "الاعتدال الأيديولوجي" بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في هذا الشأن، بحسب قوله.
وأضاف، وأما بعض الممارسات الميدانية لعناصرها، فهي ليست إشكالية حالية، كونهم يعيشون بمنطق العسكر، والضوء مسلط بشكل كبير على الهيئة.
وبحسب الخبير؛ فإن الهيئة انتقلت من التفكير بعقلية "التنظيمات المغلقة"، إلى عقلية "الحركات المفتوحة"، فلم يسبق لحركة سلفية جهادية أن تفكر بافتتاح مكتب سياسي، في وقت بات للهيئة اليوم مكتب سياسي، والذي يرأسه الدكتور "يوسف الهجر".
وأشار إلى أن قيادة الهيئة انتهت من القادة التي الذين يحملون الفكر التكفيري، لافتا إلى بقاء بعض الأفراد من بقايا التفكير "القاعدي" القديم، وبحسبه فهو موجود لدى فصائل أخرى كأحرار الشام.
وحول دخول القوات التركية لمناطق الهيئة مؤخراً؛ اعتبر ذلك جاء وفق اتفاق بين الطرفين، بدون أي اشتباك، وهو يقرأ على أنه نتيجة التغير الأيديولوجي، وليس فقط براغماتية سياسية، مشيرا إلى رفض أشخاص كثر في الهيئة هذا الأمر.
ومن أشكال الانتقال التي عصف بالهيئة، أنها باتت تفكر في فتح علاقات مع الدول، كما عملت على إنشاء حكومة وبرلمان، بحسب ما يرى الخبير، وأضاف "هذا مختلف عن تفكير الجماعات السلفية الجهادية وهذا كله يؤخذ بعين الاعتبار، وهي وقائع وقرائن حقيقية، لافتاً إلى أن الغرب يأخذ هذه التغيرات على محمل الجدية.
وأشار إلى أن مركز دراسة الأزمات في واشنطن أخذ هذه التغيرات على محمل الجدية، مستدلاً بأن الأمريكان ومنذ أكثر من عام لم يستهدفوا أي من قيادات الهيئة، وأن التغيرات في قضية البعد الأيديولوجي باتت واضحة بالنسبة لهم.