بلدي نيوز – (كنان سلطان)
اعتاد السوريون على مشهد المقايضة الذي يلعب فيه تنظيم "داعش" حجر الأساس في كل مرة، من ريف حلب إلى الرقة والحسكة، إلى ريف حمص وجرود عرسال، ودير الزور وتدمر، والقائمة تطول، ولم يعد يقتصر الأمر على تبادل المواقع، بل تعداه إلى شراكة معلنة في تهجير أبناء المناطق التي سيطر عليها التنظيم، بذريعة أنهم يشكلون حاضنة داعمة ومولدة للإرهاب.
وفي قراءة للعملية التي أسفرت عن سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق في القلمون الشرقي، خلال اليومين الفائتين، يحذر مراقبون من أن ثمة اتفاق أبرم في الخفاء بين التنظيم والنظام السوري.
ويرى هؤلاء بأن كلاً من إيران وروسيا، تقفان بشكل أو بآخر وراء ذلك، ويقضي الاتفاق بخروج "داعش" من "مخيم اليرموك" والأحياء الجنوبية من دمشق، مقابل السيطرة على منطقة القلمون التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة، بعد تدمير هذه الأحياء وتهجير سكانها.
الصحفي السوري (مضر الأسعد) قال في تصريح لبلدي نيوز "كشفت لنا الأحداث على أرض الواقع في سورية، أنه كلما اشتد الضغط على النظام السوري وإيران وميليشياتها، نجد أن المنقذ يكون (داعش) الذي يظهر من شقوق الأرض".
ويرى (الأسعد) أن ظهور "داعش" في كل مرة، إنما هو مخرج للنظام السوري وباقي الميليشيات الطائفية، والهدف منه إعادة تلميع هذه الأطراف بحجة محاربة الإرهاب، رغم أن تلك الدول أو الميليشيات ارتكبت مجازر بحق الشعب السوري أضعاف ما فعله التنظيم.
وأشار (الأسعد) إلى أن ما يحدث في "القلمون والحجر الأسود ومخيم اليرموك، هي لعبة بهدف إعطاء مبرر للنظام السوري لتهجير ما تبقى من السكان، وتدمير تلك المناطق بحجة محاربة داعش، مع العلم أن أغلب قيادات داعش تبين أنهم عادوا على حضن النظام السوري، والوحدات الكردية كما شهدنا في مناطق شرق سوريا".
ونوه المتحدث إلى الانتقال السلس للتنظيم الذي يأتي بالاتفاق مع الروس والإيرانيين والنظام، كما حدث في وقت سابق في "جرود عرسال" والتلال على الحدود السورية اللبنانية، باتجاه مناطق شرق سورية لاستكمال المجازر بحق الشعب السوري.
وكان تنظيم "داعش" شن هجوما على مواقع للنظام، يوم أمس الأحد، وسيطر على عدة نقاط استراتيجية تقع في أعلى سلاسل "جبال القلمون الشرقي"، كانت مواقعا تتمركز فيها فصائل المعارضة قبل انسحابها منها باتجاه الشمال السوري، بموجب اتفاق التهجير الذي ترعاه وتقوده روسيا.