بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر، اليوم السبت، ما لا يقل عن 485 ألف شخص هجر من أرياف حماة وإدلب وحلب، إثر تقدم الحلف الروسي السوري، ذلك بعد تنسيق صارخ بين الحلف السوري الإيراني وتنظيم الدولة.
وذكر التقرير أن قوات الحلف السوري الروسي بدأت بعد انتهاء الجولة السادسة من مفاوضات أستانة بشن هجمات جوية مكثفة تبعتها عمليات اقتحام شاركت فيها ميليشيات إيرانية للقرى الواقعة في ريف حماة الشرقي، وامتدت هذه العمليات العسكرية إلى ريفي إدلب الشرقي والجنوبي وريف حلب الجنوبي.
وبحسب التقرير، استخدمت قوات الحلف السوري الروسي أسلحة حارقة وذخائر عنقودية وأسلحة كيميائية وصواريخ شديدة الانفجار على مناطق مأهولة بالسكان، كما استخدمت صواريخ كالبير من الأسطول الروسي في بحر قزوین.
ونوه التقرير إلى أن تنسيقا واضحا بين قوات النظام وتنظيم الدولة بدا جليا في المعارك التي شهدها ريف حماة الشرقي ثم في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي، وذكر أن قوات النظام لم تستهدف عناصر التنظيم في مناطق سيطرته المحاذية لها بل سهلت مرور أرتاله إلى خط المواجهة مع كل من هيئة تحرير الشام وفصائل في المعارضة المسلحة، كما سجل التقرير مرور قوات النظام عبر مناطق سيطرة التنظيم دون أية مقاومة.
وتسببت الهجمات العشوائية الكثيفة التي شنتها قوات الحلف السوري الروسي الإيراني، والهجمات والقصف المدفعي الذي نفذه تنظيم الدولة، في نزوح ما لا يقل عن 485 ألف من السكان من مناطق ريف حماة الشرقي، ريف إدلب الشرقي والجنوبي، ريف حلب الجنوبي، اتجه معظمهم إلى ريفي إدلب الشمالي والغربي؛ ما شكل ضغطا كبيرا على المخيمات ومراكز الإيواء، التي أنشأت بطاقة استيعابية أقل بكثير من عدد النازحين الجدد.
ووثق التقرير أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في كل من ريف حماة الشرقي وريف إدلب الشرقي والجنوبي بين 19/ أيلول 2017 و 15/ شباط/ 2018، حيث قتلت قوات الحلف السوري الروسي الإيراني ما لا يقل عن 204 مدنيا بينهم 40 طفلا، و46 سيدة، من بينهم 17 مدنيا قتلوا في أثناء محاولتهم النزوح، كما سجل التقرير ما لا يقل عن 191 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية بينها 21 على منشآت طبية، و11 على مخيمات اللاجئين، إضافة إلى ما لا يقل عن 12 هجومأ بذخائر عنقودية، و6 هجومأ بأسلحة حارقة معظمها على يد القوات الروسية، وهجوم واحد بأسلحة كيميائية شنه النظام.
واستعرض التقرير حصيلة أبرز الانتهاكات التي شهدها ريف حلب الجنوبي، حيث قتلت قوات الحلف السوري الروسي الإيراني منذ منتصف تشرين الثاني 2017 حتى 15/ شباط/ 2018.
49 مدنيا بينهم 13 طفلا، و12 سيدة، منهم 7 مدنيا بينهم طفلة و2 سيدة قتلوا أثناء محاولتهم النزوح، إضافة إلى تنفيذها ما لا يقل عن 7 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية، أحدها على منشأة طبية في المدة ذاتها.
وأكد التقرير أن قوات الحلف السوري الروسي الإيراني خرقت بشكل لا يقبل الشك قراري مجلس الأمن رقم 2139 و2254 القاضيين بوقف الهجمات العشوائية، وأيضا انتهكت عبر جريمة القتل العمد المادة الثامنة من قانون روما الأساسي، ما يشكل جرائم حرب.
وذكر التقرير أن قوات الحلف السوري الروسي الإيراني ارتكبت جريمة التشريد القسري عبر العمليات العسكرية التي شنتها، والتي طالت قرابة 485 ألف نسمة يعاني معظمهم من أوضاع إنسانية غاية في السوء، كما لم تقم قوات النظام وفق التقرير بتأمين مأوى للنازحين أو مساكن بديلة، ولم تسعى إلى تسهيل حركة النزوح وتأمين ممرات آمنة.