ليس غريباً أن تصل الوقاحة بمؤيدي الأسد إلى مزاحمة اللاجئين السوريين حتى في مكان لجوئهم، كما أنها ليست المرة الأولى، وكأنهم نسوا أن تأييدهم للأسد علانية، وليس خفيةً، كان السبب بتهجير ملايين السوريين، وتشريدهم، فمن لم يمت بنيران الأسد مات غرقاً، وجوعاً في المغترب.
مساء الثلاثاء واثناء تجوال أحد الصحفيين في شبكة بلدي الإعلامية بمدينة "غازي عنتاب" التركية، تفاجئ بأحد ممثلي نظام الأسد يجوب المدينة وبلا خجل، سائحاً في شوارعها بين آلاف السوريين ممن فروا من مواقفهم لنظامهم، وتأييدهم له بقتلهم، وكانوا وضعوا يدهم بيد الشيطان في اتفاق معلن على قتل السوريين.
"محمد خير الجراح" والمعروف باسم "أبو بدر" أحد شخصيات مسلسل "باب الحارة"، التقطت له عدسة بلدي صوراً يتجول في المدينة التركية، غير آبه بالسوريين ومعاناتهم.
"(أبو بدر) والذي جسد دوره الجبان كمواقفه من ثورة السوريين، يبدو أن استخفافه بدم السوريين ومعاناتهم جعلته يستهين بهم، حتى بمكان لجوؤهم، وجاء يزاحمهم بوقاحة جبنه في بلاد الاغتراب"، يقول صحفي سوري.
وليس بعيداً، فقد ظهر "أبو بدر" بتاريخ الواحد والعشرين من الشهر الفائت هذا العام على قناة النظام "الإخبارية السورية"، يصف الثورة بـ "الأزمة"، و"المؤامرة الكونية"، متناسياً مئات الشهداء من السوريين، يسقطون يومياً بنيران من أيدهم بمواقفه، على الأقل في مدينة حلب.
يقول الصحفي محمد درويش: "لم يكن هؤلاء (الفنانين) أكثر من دمى في الحقيقة بيد نظام يحركهم بمشيئته، وكانوا ولا زالوا عبارة عن (كركوزات) على الشاشة، استطاعوا أن يسرقوا قلب السوريين قبل الثورة، لتسقط عنهم الأقنعة مع انطلاقتها، ويجسدوا جبنهم كما أدوارهم".
ويضيف "درويش": "أبو بدر على وجه الخصوص هو نموذج حقيقي للجبن والسفاهة اللذان وصل لهما فنانو الأسد، وهذا ما يمكن أن يفسر سفاهة تجواله في مدينة تعج بآلام السوريين ومعاناتهم، وإلا السفاهة أعيت من يداويها".
بالمقابل جسد فنانون سوريون دورهم الحقيقي في ساحات الثورة، كما مثلوا أدوارهم الحقيقية ونقلوا للسوريين صدق احساسهم، ومهنتهم والتي داعبت قلب السوريين قبل ثورتهم، وهنا تطول القائمة بأسمائهم كـ " يارا صبري، ومي سكاف، ومازن الناطور، وعبد الكريم قطيفان، وفارس الحلو.. وغيرهم الكثير"، وجسدوا ثورتهم بمواقفهم قبل أدوارهم.