معضمية الشام على خطى مضايا.. شبح الموت جوعا يهدد حياة 40 ألف مدني - It's Over 9000!

معضمية الشام على خطى مضايا.. شبح الموت جوعا يهدد حياة 40 ألف مدني

بلدي نيوز – ريف دمشق (صالح أبو اسماعيل)
استشهد الطفل يوسف سعدية ( 3 شهور) بسبب سوء التغذية الشديد، وعدم وجود الحليب في مدينة معضمية الشام في الغوطة الغربية بريف دمشق.
وبدأت الكارثة الإنسانية بطرق أبواب المعضمية، بعد فرض ميليشيا حزب الله والحرس الثوري الإيراني وقوات النظام حصارا وجائرا على المدينة منذ قرابة الـ 20 يوما، فيما يتخوف الأهالي من تكرار سيناريو مضايا  في معضمية الشام، بعد تخيير الوفد المفاوض عن المدينة بين خياري "الجوع أو الركوع".
مدينة معضمية الشام تتبع إدارياً لمحافظة ريف دمشق، وتعد من أهم المدن في ريف دمشق الغربي، كونها تقع قرب العاصمة دمشق بما يقارب 7 كم، ووجودها بيد الثوار يشكل خطراً على قوات النظام في دمشق، ولها أهمية كبيرة بالنسبة لمدينة داريا، التي عجزت قوات النظام عن اقتحامها.
وعلى الرغم من أن المدينة دخلت في هدنة مع قوات النظام أواخر العام 2013 إلا أن قوات النظام خرقت هذه الهدنة عدة مرات، آخرها منذ نحو شهر تقريباً، عندما قصف المدينة بالغازات السامة، حيث قضى يومها أكثر من عشرة مدنيين، فضلاً عن حالات الاختناق.
وتحاول قوات النظام اقتحام المدينة وقطع الطريق بين المعضمية، وداريا لتطويعهما معاً وإجبار الثوار على تسليم سلاحهم، وفي هذا الصدد، يقول الناشط الإعلامي داني قباني لبلدي نيوز "أما عن محاولة السيطرة على المدينة فالعصابة الحاكمة تحاول اقتحام المدينة من الجهة الجنوبية والشرقية منذ حوالي 70 يوماً، وذلك في محاولات للفصل بين معضمية الشام وداريا وعزلهما عن بعضهما البعض".
وأضاف، "في أواخر العام الماضي أرسل نظام الأسد رسالة تهديد واضحة عبر لجنة المفاوضات التابعة للمدينة عبر اجتماعين ترأسهما المدعو رفيق لطف الموسوي (صاحب المبادرة)، وفحوى المبادرة والتهديد هو خيارين لا ثالث لهما أمام سكان المدينة إما الاستسلام وإلقاء سلاح الجيش الحر والسماح للجيش والأمن بالدخول أو الإبادة الجماعية".
ولعل نظام الأسد يريد الوصول إلى داريا عبر المعضمية مصدر الإمداد الغذائي لها وعليه إخراجها من حسابات أي عملية تفاوض في المستقبل، كون داريا تعتبر المنطقة الوحيدة في ريف دمشق الغربي، التي لم تدخل مع قوات النظام في أي هدنة، لذلك يريد الوصول إليها ليظهر بمظهر المسيطر على المنطقة، ويبعث رسالة أنه يحمي دمشق من كل الاتجاهات.
وبالنظر إلى عجز النظام عن التقدم وتحقيق ما يريد بسبب تصدي الثوار لكل تحرك لقوات النظام، أراد أن يكسر شوكتهم بتجويعهم وتجويع الحاضنة الشعبية لهم بالحصار ومحاربتهم بلقمة العيش، وهذا ما حصل إذ لاحت بوادر كارثة إنسانية كالتي تحصل في بلدة مضايا، إذ سجل أول حالة وفاة من المدنيين بسبب الجوع منذ أيام.
وقال القباني: "أطلقنا نداءات عدة مؤخراً لإنقاذ المدينة من الحصار المطبق الذي فرضته قوات الأسد، وأنه في حال استمر الوضع المأساوي على ما هو عليه لأسبوع آخر فإننا سنشهد كارثة إنسانية جديدة مشابهة للكارثة التي مررنا بها عام 2013 عقب قصف المدينة بالكيماوي والتي فقدنا خلالها 16 طفل و امرأة نتيجة سوء التغذية".
بدوره، قال "محمد المعضماني" الطبيب في المركز الطبي الميداني الوحيد في معضمية الشام إن "المدينة تعاني من نقص شديد في المعدات والأجهزة الطبية إلى جانب انعدام الدواء، حيث سيصبح الوضع كارثة إذا ما استمر الحصار على ما هو عليه لفترة أطول".
وأضاف المعضماني، "استقبل المركز الطبي قبل أيام طفلاً اسمه "همام" مصاب بالتهاب قصبات شديد وسوء تغذية حاد، ولم يتمكن المركز من علاجه، نتيجة عدم توفر الإمكانات، كما لم يتمكن أهل الطفل من إخراجه خارج المدينة لمعالجته بسبب الحصار، ما أدى إلى وفاته".
وأكد "أبوكنان الدمشقي" الناطق باسم المكتب الاعلامي التابع للمجلس المحلي لبلدي نيوز ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني في المدينة، وقال "بلغ سعر مادة الرز4500 ل.س، والسكر 6000 ل.س، والبرغل 4300 ل.س، وتلك المواد أصبح من النادر تواجدها في المدينة".
وطالب الدمشقي بتحرك دولي عاجل لمواجهة الكارثة التي ستحل بالمدنيين، كون أن النظام وحلفائه اتخذوا قرارهم إما استسلام المدينة أو إبادتها جوعا.
ونوه الدمشقي إلى أنه توجد وعود من الأمم المتحدة لدخول مساعدات على المدينة مثل تلك التي دخلت إلى بلدة مضايا، لكن لا يوجد فعل على الأرض، وأضاف "قبل الحصار كانت تدخل مواد غذائية على المدينة لكن بكميات قليلة جداً، ولم يدخل دواء للمدينة منذ أن دخلت سيارة مساعدات من الأمم المتحدة في تاريخ 17/6/2015، ما أدى لنقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية".
ويقطن مدينة معضمية الشام نحو 45 ألف نازح جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، كما لجأ إليها نحو 120 ألف مدني من مدينة داريا عقب الهجمة الشرسة عليها من قبل قوات النظام بالبراميل المتفجرة.

مقالات ذات صلة

إيران تخلي مقر قيادة "الفوج 47" بمدينة البوكمال من الأسلحة

عناصر تابعون لإيران يدخلون مدينة البوكمال ، فما الهدف؟

صحيفة "يديعوت أحرونوت" تكشف معلومات عن الرد الإيراني على قصف السفارة

موقع إسرائيل يكشف عن تحركات للحزب اللبناني في الجولان جنوب سوريا

إيران تستغل حديقة كراميش في العيد لنشر أفكارها بين الأطفال

جمشيدي للولايات المتحدة"ابقوا بعيداً حتى لا تتأذوا”