MSNBC - ترجمة بلدي نيوز
عندما غادرت الأسرة السورية- الأمريكية بنسلفانيا منذ 10 سنوات مع أطفالهم الصغار، كان لديهم خطط وأحلام لبناء حياتهم والعمل في تصدير الفواكه في وطنهم الأم سورية، وعندما اندلعت "الحرب السورية" في عام 2011، اعتقدوا أن منطقتهم ستكون آمنة، ولكنهم الآن يعيشون تحت حصار شديد عن كل متطلبات الحياة.
وقالت الأم في اتصال هاتفي مع شبكة "أم اس ان بي سي": "أطفالي الآن يتضورون جوعاً، وطفلي الذي يبلغ من العمر 3 أعوام، لا يتوقف عن طلب الطعام طوال اليوم قائلاً : أنا جائع، أنا بحاجة الطعام ".
وقد نقل حسين عساف، ناشط سوري مقيم في الولايات المتحدة، يوم الاثنين، قصة أقربائه إلى الشبكة، حيث قال أن الأب والأم وثلاثة أطفال هم من مواطني الولايات المتحدة ويحملون الجنسية الأمريكية، وهم من ضمن كثيرين تم حصارهم داخل المدينة السورية "مضايا".
وأضاف عساف: "هناك ما لا يقل عن خمسة مواطنين يحملون الجنسية الأمريكية في مضايا"، وهذا يشمل جدته البالغة من العمر 88 عاماً، بالإضافة إلى ابن عمه البالغ من العمر 43 عاماً وأبناءه الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 13 و 9.
وكان عساف طلب عدم الكشف عن أسماء أقاربه لحمايتهم، ولكنه قدم وثائق الولايات المتحدة بما في ذلك جوازات السفر وبطاقات الضمان الاجتماعي وشهادات الميلاد كما كشف التحقيق المستقل الذي قامت به "أم اس ان بي سي" يوم الاثنين، أن هناك سجلات تبين أن ابن عمه كان يسكن في ولاية بنسلفانيا منذ 1995 وحتى 2006 .
وقال عساف أن جدته لم تزر الولايات المتحدة أبداً، ولكنها حصلت على الجنسية في التسعينيات عن طريق السفارة الأميركية في دمشق، لأن والدها كان مواطناً أمريكياً.
كما أضاف عساف أن قريباً سادساً له هو أيضاً من حملة الجنسية الأمريكية، ولكن لم يتم التحقق من تلك المزاعم على الفور.
وأكد ابن عم عساف لـ "أم اس ان بي سي"، يوم الاثنين، أنهم من حملة الجنسية الاميركية وأن ثلاثة من أطفاله الخمسة قد ولدوا في ولاية بنسلفانيا.
وقالت زوجة الرجل أنها غادرت الولايات المتحدة في عام 2006 من أجل البدء في تجارة تصدير التفاح في الزبداني ولكن الأسرة الآن ترغب في المغادرة والعودة إلى الولايات المتحدة.
ووفقاُ لمنظمة أطباء بلا حدود، منذ 1 كانون الأول، قتل أكثر من عشرين شخصاً في المدينة من الجوع، من بينهم ستة أطفال على الأقل تحت سن العام.
وقالت المرأة أن قافلة إمدادات غذائية قد وصلت يوم الاثنين إلى المدينة، وقيل أنها ستوزع في اليوم التالي، ولكنها لا تعرف كم من الوقت ستكفي المحاصرين هناك.
وقالت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري، والذين رتبوا بشكل مشترك للعملية، أن الغذاء سيكفي لشهر واحد فقط.
ومن جهتها لم تؤكد وزارة الخارجية الأمريكية أن هذه العائلة هم من مواطني الولايات المتحدة، قائلة: "لا تعليق على مطالبات المواطنة".
وقال العساف أن ابن عمه قد راسل مسؤولين أمريكيين، وأعطيت نسخ من المراسلات لـ أم اس ان بي سي، يوم الاثنين، طالباً منهم مساعدته على العودة إلى الولايات المتحدة.
وكتب في الرسالة المؤرخة بـ 17 تشرين الأول: "أنا مواطن أمريكي، أعيش مع عائلتي هنا في سوريا في منطقة الزبداني، مضايا، الواقعة تحت حصار من قبل حزب الله اللبناني والنظام السوري، إن الوضع الإنساني هنا صعب جداً ونحن نريد العودة للولايات المتحدة الأمريكية، وكان لدي موعد مع السفارة الأمريكية في لبنان لتجديد جواز السفر الأمريكي في 25 تشرين الثاني، ولكن أغلقت جميع الطرق ولم نستطع المغادرة، نود مساعدتكم إن أمكن ذلك ".
ووفقاً للوثائق، جاء الرد بعد ذلك بيومين من وزارة الخارجية الأمريكية، يقول: "سيدي العزيز، للأسف نحن غير قادرين على مساعدتكم في هذه المسألة، وننصحك النظر في خيارات أخرى، وشكراً ".
وطلبت "أم اس ان بي سي" من وزارة الخارجية التحقق من مراسلات البريد الإلكتروني، وأشار البيان الأصلي للوزارة أن الحكومة التشيكية هي من تعمل على تسيير أمور مواطني الولايات المتحدة في سورية نيابة عن الولايات المتحدة، التي أغلقت سفارتها في دمشق في عام 2014.
وقال عساف أن حياته في بنسلفانيا باتت مقتصرة فقط على متابعة وضع أقربائه في المنطقة المحاصرة في سورية: " آكل مرة واحدة في اليوم نصف وجبة، وذلك لأن زوجتي تجبرني على ذلك، فلا شعورياً أحس بالذنب لأنني آكل وهم لا يجدون ما يقتاتون عليه".