بلدي نيوز – إدلب (خاص)
تبادلت كل من "جبهة تحرير سوريا" و"هيئة تحرير الشام"، اليوم الأربعاء، الاتهامات حول الاقتتال الأخير الذي اندلع بين الفصيلين أمس الثلاثاء في ريف حلب ومحافظة إدلب شمال سوريا.
"تحرير الشام"، قالت في بيانها إن "جبهة تحرير سوريا شنت هجوماً موسعاً على مواقع الهيئة بريف حلب الغربي.
ونقلت وكالة "إباء" الناطقة باسم تحرير الشام، على لسان مسؤول قاطع حلب "ابو ابراهيم سلامة"، قوله إن "حركة نور الدين الزنكي فاجأتنا بأرتالها المدججة بالسلاح الثقيل والتي لم يراها خلال حملة النظام على ريف إدلب الجنوبي".
وأضاف "سلامة" أن "تحرير الشام لم تتوقع أن أول معركة لجبهة تحرير سوريا ستكون على مواقع الهيئة بالريف الغربي، خصوصا أن هذا العمل يتزامن مع الهجمة التي يشنها نظام الأسد على الغوطة الشرقية"، مشيرا إلى أن الهجوم كان عشوائيا وأسفر عن وقوع عدة جرحى في صفوف الأهالي، ونوه أن تحرير الشام لم تبدأ بالقتال واقتصرت على رد البغي على مواقعها، على حد قوله.
وأردف "سلامة" أن العديد من المقاتلين في صفوف حركة نور الدين الزنكي اعتزلوا القتال وتواصلوا مع قيادة الهيئة بريف حلب الغربي، معلنين انشقاقهم عنها من بينهم الكتائب الموجودة في مدينة الدانا ودير حسان بريف إدلب الشمالي.
من جهتها، أصدرت "جبهة تحرير سوريا" بيانا، مساء أمس الثلاثاء، اتهمت خلاله هيئة تحرير الشام، أنها شنت حملات اعتقال على الحواجز طالت عناصر من تحرير سوريا، وأتبعت ذلك بشن هجوم على عدد من القرى والبلدات التي يسكنها مقاتلي "تحرير سوريا" ما أسفر عن وقوع العديد من الإصابات في صفوف المدنيين والمقاتلين، وذلك بعد مضي أيام من الحشود واستقدام الآليات الثقيلة من قبل تحرير الشام".
وأشار البيان إلى أن هجوم تحرير الشام تزامن مع الهجمة الشرسة التي يشنها نظام الأسد على الغوطة الشرقية، وانشغال مقاتلي تحرير سوريا لفتح معركة ضد قوات النظام في الشمال السوري للتخفيف عن أهالي الغوطة، وإجلاء أهالي الفوعة بسبب اتفاق أحادي بين تحرير الشام ونظام الأسد وإيران.
واتهمت "تحرير سوريا" في بيانها، "تحرير الشام" بانسحابها من مناطق الشمال السوري وتسليمها قرابة ثلث مساحة الشمال السوري لنظام الأسد دون أي قتال، مشيرة إلى أن تحرير سوريا لم يتم دعوتها على الإطلاق لتحكيم شرع الله وأن كثيرا من المشايخ والفضلاء يشهدون أن تحرير سوريا وفصائلها دعت إلى الصلح، بيد أن تحرير الشام اعرضت التحاكم للشرع.
واختتمت تحرير سوريا بيانها بالقول أنها لن تسمح لأي أحد يعمل لتصفية الثورة السورية، على حد قوله، وأنها لن تتجاوز في قتالها صد العدوان وكف يد السفيه، داعية في بيانها مقاتلي تحرير الشام الالتزام في بيوتهم والتعهد بعدم التعرض لهم.
يشار إلى أن اشتباكات عنيفة يشهدها الشمال السوري المحرر في بلدات ومدن ريفي حلب وإدلب وهي "اورم الكبرى، وخان العسل، وتقاد، وعاجل، ودارة عزة، ودير حسان، وأريحا، ترملا، محيط بلدة باتبو"، أفضت بسيطرة تحرير سوريا على بلدة "ترملا" ومدينة "أريحا" جنوبي إدلب.
وتزامن الاقتتال مع دعوات المدنيين كافة الفصائل العسكرية للتوحد بهدف فتح جبهات ضد قوات النظام في الشمال السوري، للتخفيف عن الغوطة الشرقية التي يشن عليها النظام وحلفاؤه حملة إبادة، أدت لاستشهاد أكثر من 250 مدنيا خلال الثلاثة أيام الماضية وإصابة المئات بجروح فضلا عن تدمير ست مستشفيات.