بلدي نيوز - إدلب (محمد جبس)
غرقت عشرات الخيام جراء سيول وفيضانات الأمطار، مساء أمس السبت، لنازحي ريف إدلب الشرقي بالقرب من حربنوش بريف إدلب الشمالي، بعد أن دمرت طائرات النظام وروسيا منازلهم وقتلت العديد من أبنائهم.
وقال مصطفى حمو من أهالي بلدة حربنوش لبلدي نيوز، "إن سكان المخيمات العشوائية وخاصةً التي أقيمت مؤخراً على أطراف الطرقات والبلدات يفتقرون إلى أبسط مقومات العيش، وخيمةً صغيرة تأوي أجساد أطفالهم من مطر الشتاء والبرد القارس، حيث أغلبهم صنع خيمته من أقمشة وبطانيات على أرض موحلة لا يعي جغرافية المنطقة وطبيعتها".
وأضاف حمو، "أن المنطقة التي أقيم فيها العشرات من خيام النازحين منخفضة عن الطريق، وذلك ما تسبب عند هطول الأمطار بسيول وفيضانات كبيرة أغرقت معظم هذه الخيام"، مشيراً إلى أن أهالي المنطقة وعناصر الدفاع المدني سارعوا على الفور عندما علموا بالأمر وعملوا على نقل الأهالي وتأمينهم في منازلهم ومساجد البلدة، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لأهلنا النازحين، على حد تعبيره.
بدوره، محمود الجاسم وهو نازح من منطقة سنجار، قال لبلدي نيوز، "مرت علينا ليلتين قاسيتين رغم ما نعانيه من نزوح وظروف معيشية قاسية لم نشهدها من قبل، وذلك بعد الحملة الشرسة لطائرات النظام وروسيا على مناطقنا، حيث أقمنا عشرات الخيام القماشية التي لا تأوي برد ومطر الشتاء على طرف أحد الطرقات القريبة من بلدة حربنوش بريف إدلب الشمالي".
وأشار إلى أنهم عملوا طوال الليل على إفراغ الطناجر والأوعية، من مياه الأمطار المتسربة من سقف الخيام، وعند اشتداد العاصفة المطرية تسببت بسيول وفيضانات أغرقت جميع الخيام، وبللت جل ما نملكه، وأصبحنا عاجزين على فعل شيء أمام أجساد الأطفال المرتجفة من البرد.
ونوه الجاسم إلى أن أهالي البلدات القريبة أتوا بعشرات السيارات لإنقاذهم من هذه العاصفة القاسية، بينما قضى البعض ليلته في المساجد والبعض الأخر تم تأمينهم في منازل عدد من أهالي البلدة، وسهر عدد من الشبان على حراسة الخيام والأمتعة التي لم يستطعوا أن يخرجوا منها إلا ما خف وزنه.
وناشد الجاسم المنظمات الإغاثية والهيئات الإنسانية للنظر إلى حال نازحي المخيمات العشوائية، وتأمين سكن بديل يخفف من المعاناة التي يعيشونها طيلة فترة نزوحهم، بعد أن دمرت طائرات النظام منازلهم، وتسببت بتشريد مئات الآلاف من المدنيين من ريفي إدلب وحماة إلى الشمال السوري.
وتسببت الحملة بحسب إحصائية جديدة لمنسقي الاستجابة في الشمال السوري ليوم الأربعاء 14 شباط/فبراير الجاري، بنزوح نحو 92160 عائلة، أي ما يعادل نحو 539936 نسمة، موزعين على 97894 رجلا، و110624 امرأة، و159399 طفلا، و172019 طفلة، منتشرين في 520 نقطة، في مدن وبلدات ريف إدلب الشمالي والغربي، وصولًا إلى مخيمات النزوح بالقرب من الحدود السورية التركية.
يذكر ان حركة نزوح أهالي ريفي حماة وإدلب بدأت في الـ15 من شهر كانون الأول في العام الفائت، لكثافة قصف طائرات قوات النظام وروسيا على بلدات ريفي حماة وادلب، وارتكابهما لعشرات المجازر بحق الأهالي وتدمير أبنيتهم السكنية وتهجيرهم، وتعتبر موجة النزوح هذه من أكبر الموجات منذ اندلاع الثورة السورية ولغاية شباط/فبراير 2018.