بلدي نيوز - حلب (عمر حاج حسين)
يشهد الشمال السوري المحرر حالة نزوح تعد هي الأضخم في عمر الثورة السورية جراء الهجوم والقصف الذي تنتهجه قوات النظام وميليشياته الإيرانية والذي تغطيه طائرات النظام وروسيا، على مناطق سيطرة المعارضة السورية في شمالي سوريا، الأمر الذي دفع آلاف المدنيين إلى النزوح والهرب باتجاه مناطق أكثر أمنا في ريفي حلب الغربي، وإدلب الشمالي (الحدودي).
ووصل عدد النازحين من ريف مدينة إدلب الجنوبي والشرقي وريف حلب الجنوبي إلى قرابة 200 ألف مدني، إلى منطقة ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي على دفعات متتالية خلال الشهر الفائت، فيما لا يزال العديد من المدنيين يواصلون رحلة نزوحهم من تلك المناطق المحتدمة إلى ريف حلب الغربي والحدودية التركية، وذلك بعد أن دمرت المقاتلات الحربية منازلهم بشكل كامل وهو ما يقلل فرصة عودتهم إلى مناطقهم حتى لو توقفت الاشتباكات، وتوقف القصف لأنهم لن يعودوا إلى بيوت مدمرة، ولا يمتلكون أي نقود لبنائها مرة أخرى.
وبسبب الأعداد الكبيرة من النازحين فإنهم يعانون من إيجاد منازل لسكن فيها، مع قلة عدد المنازل بسبب الأعداد الكبيرة من النازحين من مختلف المناطق السورية الموجدين بالمنطقة بالأصل، ففي مدينة الأتارب الواقعة على بعد( 30 كم عن مدينة حلب باتجاه الغرب) على سبيل المثال، تنعدم فرصة إيحاد منزل فارغ لنازح، وحتى في محيط المدينة، لا تكاد ترى مساحة أرض خالية ، إلا وعليها خيم مبعثرة ربما تكون لنازحين من ريف حلب إو إدلب.
تحدث "أحمد المصطفى" وهو نازح من ريف حلب الجنوبي عن معانته قائلا، "إن أصعب المواقف التي مررنا بها في ظل موجة النزوح الجديدة لأرياف حلب هي عدم وجود رقعة أرض ننصب عليها خيمتنا".
وأضاف المصطفي في حديثه لبلدي نيوز، "اضطررنا أنا واقربائي ومعارفي ممن نزحوا معنا من ريف حلب الجنوبي، لاستأجر أرضٍ على حسابنا الشخصي لنجلس فيها، ونأوي إليها إلى أن نجد بيتاً يأوينا أنا وأطفالي الثلاثة ومن يسكن معنا في ذلك المخيم".
ويقول "بيبرس مشعل" وهو قائد فريق في الدفاع المدني في بلدة خان العسل بريف حلب الغربي لبلدي نيوز، "عرضنا على نازحي ريف إدلب وحلب التوجه إلى بلدة خان العسل ومنطقة الراشدين بريف حلب الغربي ليقطنوا فيها، حيث تحوي تلك المنطقتين على عشرات المنازل والمزارع الفارغة من سكانها، إلا أن النازحين رفضوا ذلك بسبب الخوف من قصف محتمل من قبل قوات النظام وميليشياته الايرانية.
وأشار "مشعل" في حديثه لبلدي نيوز، أن قرابة 15 عائلة وافقت على الاستقرار في تلك المنطقة وذلك لعدم توفر مال لاستجار منزل إن وجد، في تلك المنطقة وجلوسه في منزل من حجر أفضل من خيمة في العراء.
يشار إلى أن قوات النظام والميليشيات الموالية لها سيطرت في الأيام الماضية على عشرات القرى والبلدات في ريفي حماة وإدلب الشرقي وريف حلب الجنوبي.