بلدي نيوز - ريف حلب (عبد القادر محمد)
عمل تنظيم "الدولة" منذ بداية ظهوره في سوريا على استقطاب أكبر عدد من الشبان عبر عدة وسائل، كان أبرزها الإعلام، حيث استطاع جذب آلاف الشبان من كافة دول العالم لينضموا إلى صفوفه، وأغلب من انضموا اصطحبوا معهم عائلتهم، لكن وبعد الانسحابات الكبيرة من قبل تنظيم "الدولة" وانحساره في ريفي حلب الشمالي والشرقي وسيطرة الجيش الحر على المنطقة الواصلة بين مدينتي جرابلس واعزاز، وخسارته لأهم مراكز قوته في الرقة السورية والموصل العراقية، لم يبق له سوى بعض القرى من ريف مدينة دير الزور، وهنا بدأ التنظيم بالتلاشي في المنطقة، حيث أسر العشرات من عناصره في المعارك، وسارع الكثيرون لتسليم أنفسهم، وأيضا منهم من تم القبض عليهم أثناء محاولتهم الهروب باتجاه تركيا.
وعن مصير أسرى التنظيم، وخاصة الأجانب منهم ومصير عائلاتهم التي هربت باتجاه المناطق المحررة، يقول النقيب سعد فارس وهو ضابط في قوات الشرطة والأمن الوطني العام في مدينة إعزاز لبلدي نيوز "وصل عدد العائلات التي جاءت من مناطق تنظيم الدولة إلى مناطق سيطرة الجيش الحر إلى المئات، حيث تم وضعهم في مخيمات تحت حراسة مشددة ويتم تأمين كل ما يلزمهم، أما العناصر فتم تحويلهم للقضاء".
وأضاف فارس "نتواصل مع الحكومة التركية بشأنهم، لكن لحد الآن لا يوجد أي جديد، ولابد من تسليمهم لبلدانهم لأن غالبيتهم من النساء والأطفال، وأعدادهم كبيرة ولابد من إيجاد حلول لهم وترحيلهم إلى بلدانهم".
وفي سياق متصل، افتتح المركز السوري لمعالجة الفكر المتطرف في مدينة مارع بريف حلب الشمالي أواخر العام الماضي.
يقول الأستاذ حسين ناصر وهو مدير المركز، "يحتوي على ثلاثة أقسام، الأول مختص بالمهاجرين، والثاني مختص بالسوريين، أما القسم الثالث فهو مختص بمن تلطخت أيديهم بالدماء وثبت عليهم أنهم قاتلوا الجيش الحر".
وأضاف ناصر "نقدم في المركز كل ما يحتاجه النزلاء، وهناك علماء شريعة وأطباء نفسيين يقدمون محاضرات ودروس من أجل تصحيح أفكار النزلاء وأيضا يتم عرض أفلام عبر شاشات توضح حقيقة تنظيم الدولة".
وعن أعداد عناصر التنظيم الموجودين لدى كافة المؤسسات الأمنية في الجيش الحر، قال ناصر "عددهم حوالي 200 من المهاجرين، وتم التواصل مع قسم التحقيقات في الأمم المتحدة بشأن هؤلاء لتسليمهم إلى بلدانهم بحكم أن المركز ليس له القدرة على رعاية هذا العدد الكبير لفترة طويلة".
وأضاف مدير المركز السوري لمكافحة الفكر المتطرف، أن المهاجرين يحملون فكرا متطرفا عقائديا، لذلك لا يوجد أي تقدم أو تجاوب من قبلهم لذلك هم بحاجة إلى دولهم لكي ترعاهم أو تحاكمهم".
وعن النزلاء السورييين، قال ناصر "نستطيع رعايتهم ونجد تقبلا منهم وتحسنا كبيرا في تصحيح أفكارهم بسبب أنهم قد غرر بهم من قبل التنظيم عبر الوسائل التي تعلمونها جميعا من إعلام وما شابه، وتم تخريج أول شخص وهو طفل عمره 14 عاما بعد شفائه ونتيجة الدراسة المطولة لحالته قررنا الإفراج عنه وهو من ريف إعزاز".
وعن مصير المهاجرين، قال ناصر "هناك وعود قوية من قبل الأمم المتحدة لنا عبر تواصلها مع الدول التي لديها رعايا في سوريا لتسليمهم خلال مدة قصيرة".
يذكر أن المركز السوري لمعالجة الفكر المتطرف تم افتتاحه في مدينة مارع بريف حلب الشمالي أواخر السنة الفائته بجهود محلية سورية وهو الأول من نوعه حيث لاقى ترحيبا دوليا من كافة الأطراف.