بلدي نيوز – (خاص)
أسقط الجيش الحر، أمس السبت، طائرة روسية من نوع سوخوي 25 بينما كانت تحلق على ارتفاع منخفض بعد أن نفذت غارة ضد المدنيين في إدلب وتحديداً مدينة سراقب.
الطائرة التي أسقطت أطلق عليها صاروخ واحد فقط تسبب بتدميرها مباشرة، وهبط الطيار بالمظلة والذي تختلف الروايات في مصرعه، بين أنه بعد أن أطلق قنبلة يدوية على من هرع لأسره، أو أنه تعرض للإعدام انتقاماً لجرائمه بحق السوريين.
في كلتا الحالتين أي طيار روسي سيفكر اليوم مراراً وتكراراً أن مصيره هو القتل مباشرة بمجرد أن تسقط طائرته، وهو أمر سيكون له أثر كبير على أداء هؤلاء الطيارين، الذين لم يواجهوا قبلاً منذ 2015 أي صواريخ مضادة للطائرات، واليوم لا يعرف تماماً متى وأين ستسقط طائرات روسية بصواريخ مضادة للطائرات اغتنمت سابقاً من مخازن النظام، واليوم وتحت الضغط يجب أن تستخدم وخاصة الأنواع التي كانت تعاني من أعطال أو ينقصها قطع غيار يمكن تصنيعها محلياً مثل البطارية الحرارية، حيث أسقطت طائرة للنظام منذ عدة اسابيع بصاروخ معدل.
لطمة شديدة
إسقاط الطائرة الروسية اليوم هو لطمة شديدة لجبروت روسيا في سوريا، وإظهار لحقيقة وضعها العسكري وحقيقة تقنيتها العسكرية المتخلفة بشدة والتي لا تؤهلها لتكون دولة عظمى وتكشف أنها ليست نداً لأمريكا وأن كل وجودها في سوريا هو بقبول أمريكي، فبعد عامين من الحديث أن طائرات سوخوي 25 مدرعة وأنها لا تتأثر بالأسلحة المضادة للطائرات، نجد أن (دبابة روسيا الطائرة) سقطت بصاروخ صغير بالكاد يلاحظ انفجاره في الفيديو، في واحد من أكبر مشاهد الإذلال وإظهار الحجم الحقيقي لروسيا في سوريا.
لا يختلف مشهد إسقاط طائرة سوخوي 25 عن مشهد إسقاط الطائرة التدريبية ل39 قبل بضعة أسابيع، لا في هشاشة الطائرة ولا في سرعة سقوطها ولا في مصير طياريها، وربما حتى في السلاح الذي أسقطت به.
فلا يوجد أي آثار لأي منظومة كشف للصواريخ المضادة للطائرات أو تضليل لها، ولم تطلق الطائرة أي بالون حراري أو أي وسيلة للدفاع ضد الصاروخ الذي أصاب المحرك مباشرة، فانفجرت بمجرد إصابتها، ولم يستطع الروس فعل أي شيء للطيار الذي قتل مباشرة.
أمر آخر كفيل بإظهار المستوى العسكري للطائرات الروسية، وحقيقية وضعها العسكرية، وطريقة ومدى تخلف عملها هي قائمة أنواع الذخائر التي عثر عليها مع الطيار، والتي جميعها أنواع يعود تصميمها إلى ما قبل أربعين إلى خمسين عاما، ولو قارنا عمل سوخوي 25 بالطائرة الأمريكية المقابلة لها "إيه 10"، لنجد أن الفرق التقني يتجاوز 40 عاما، فسوخوي25 تلقي أسلحة غبية وغير موجهة، في حين معظم ما تطلقه الطائرات الأمريكية هو من الأسلحة الذكية.
تمتلك روسيا في سوريا قرابة 50 طائرة متعددة الأنواع، وهي بالطبع قادرة على جلب المزيد، لكن لو واجهت روسيا صاروخا واحداً من هذه الصواريخ أسبوعيا، فسوف تتعرض لإهانة أكبر بكثير مما تعرضت له في أفغانستان، وخاصة أن الدعم الجوي هو ركيزة المعركة الحالية وأي اختلال في حجمه سوف يتسبب حرفيا بانهيار نظام الأسد، فالروس حالياً سوف يطورون تكتيكات القصف ويغيرونها، وسوف تصبح طائراتهم تقصف بعمليات خاطفة ومن ارتفاعات أعلى تجنباً للتعرض لنيران الدفاع الجوي ما يعني أن القصف سيكون بدون فائدة عسكرية.
فبعد انكشاف كذبة تدريع الطائرات، سوف يصبح لدى الفصائل رغبة أكثر باستخدام المدفعية المضادة للطائرات ضد هذه الطائرات الروسية والتي ستواجه منذ اليوم سيلا لا ينقطع من طلقات المدفعية المضادة للطائرات، ما يعني أن إسقاط هذه الطائرة كسر الحاجز النفسي الذي صنعته الدعاية الروسية لطائراتها "المدرعة".
تغيير تكتيكات وارتفاعات القصف وتقليل عدد الغارات سوف يكون له أثر كبير على النظام، فهو بحاجة الدعم الروسي بشكل كبير، خاصة أن إيران لا تقدم له أي دعم جوي، ما يعني أن اسقاط هذه الطائرة هو نقطة تحول مهمة في مسار الحرب السورية التي يسعى الجميع للإعلان أنها انتهت وأن الأسد انتصر، الأمر الذي تكذبه الوقائع الميدانية، فنظام الاسد رغم كل تقدمه أصبح أكثر ضعفا، ومؤهلا للانهيار بشكل أكبر من ذي قبل، وكل ما يحتاجه هو أن يتعرض إلى هجوم مضاد كبير ومنظم، وسيخسر بسرعة جميع ما كسبه بعد الآلاف من الغارات الجوية الروسية وبدعم روسي أمريكي إيراني.