بلدي نيوز – (مصعب الأشقر)
انسحب عناصر تنظيم "الدولة" بريف حماة الشرقي، من أكثر من 15قرية في ناحية "السعن"، مفسحين المجال لقوات النظام للتوسع في المنطقة دون أي اشتباكات.
وأكدت مصادر لبلدي نيوز أن عناصر تنظيم "الدولة" انسحبوا مؤخراً من قرى "جب زريق، عبيان، أبو خنادق، مزرعة العو، عنيق باجرة، طوطح، أبو حريق، أبو كهف، السكري، قرية حجيلة، تلة المشرفة، أم صهريج" أمام تقدم قوات النظام بدون أي معارك تذكر هناك.
وسيطر تنظيم "الدولة" على النقاط والقرى المذكورة بعد اجتيازه بآليات ثقيلة طريق "إثريا- خناصر" الذي تسيطر عليه قوات النظام في تشرين الثاني من العام الفائت، خاض على إثرها عناصر التنظيم يومها معارك مع "هيئة تحرير الشام" التي اضطرت للانسحاب بعد القصف العنيف على نقاط تمركزها من طائرات النظام وحليفه الروسي، فضلا عن تقدم قوات النظام باتجاه مناطق موازية لنقاط تنظيم "الدولة".
وأكدت المصادر أن تنظيم "الدولة" يتوجه الآن للتمركز بمنطقة قريبة من سيطرة قوات النظام شرق أبو الظهور بريف إدلب، مما ينذر باتفاق ضمني بين التنظيم والنظام هناك.
بدوره؛ قال العقيد المنشق "بسام العرب" لبلدي نيوز إن نظام الأسد وحليفه الروسي ينوون تكرار سيناريو "عقيربات" بما يخص تنظيم "الدولة" شرق إدلب، وخصوصا في الجيب الذي يتقوقع فيه التنظيم حاليا، بما يخدم مصلحة الأسد وحلفائه.
وأكد "العرب" أن نظام الأسد مرغم الآن على التوقف عند الحدود التي تقدم إليها في منطقة أبو الظهور، خاصة بعد مؤتمر "سوتشي" الذي اعتمدته الأمم المتحدة كوثيقة حل في مؤتمر جنيف.
وأضاف "العقيد العرب" أن الأسد ينوي وبدعم إيراني التقدم أكثر في محافظة إدلب، الأمر الذي ينبئ باستخدامه لتنظيم "الدولة" في تقدمه، حيث إن الأسد سيفتح ثغرة لتنظيم "الدولة" المحاصر حاليا، باتجاه ريف إدلب المحرر، ويسمح لذلك التنظيم بفتح معارك ضد فصائل المعارضة باستخدام آليات ثقيلة ليؤمن الأسد بذلك مظلة دولية مجددا لتقدمه وحلفاءه نحو أهم قلعة للمعارضة، بحسب العقيد العرب.
وأبدى المقدم المنشق "محمود العياش" قلقه من تقدم تنظيم "الدولة" المستمر بريفي إدلب وحماة، لا سيما أن المنطقة التي يتحرك فيها تنظيم "الدولة" تعتبر محاصرة من كل الجهات من قبل قوات النظام، متسائلاً عن الإمداد اللوجستي والمادي لعناصر التنظيم الذين ما يلبثون عدة أيام في سيطرتهم على مجموعة قرى لينسحبوا منها بدون أي طلقة أمام قوات النظام هناك.
ولفت "العياش" إلى أن تعاوناً وثيقاً حاصل بين الأسد وتنظيم "الدولة" يدق ناقوس الخطر بالمرحلة المقبلة بالنسبة للمناطق المحررة، إذ تشير كل المعطيات إلى توغل ولو نسبي للتنظيم في إدلب بدعم من قوات النظام، إضافة لتحريك الخلايا النائمة لذلك التنظيم في المناطق المحررة لافتعال التفجيرات وعمليات القتل بصفوف المدنيين وفصائل المعارضة.
وكانت قوات النظام تقدمت في تشرين الثاني من العام الفائت نحو عدة مناطق بريف حماة الشرقي بعد دخول تنظيم "الدولة" إلى عدد من القرى بعد عبوره بآليات ثقيلة لطريق "إثريا- خناصر" الذي تسيطر عليه قوات النظام.