لماذا قصفت ميليشيات إيران القوات التركية جنوبي حلب؟ - It's Over 9000!

لماذا قصفت ميليشيات إيران القوات التركية جنوبي حلب؟

بلدي نيوز - (حسن عبيد)
دخل رتل عسكري من الجيش التركي، الاثنين الماضي، من منطقة كفرلوسين بريف إدلب الشمالي، بمرافقة عناصر من هيئة تحرير الشام، وكانت الوجهة بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، التي تبعد مسافة 40كم عن نقطة الدخول لتثبيت نقاط لمناطق خفض التصعيد المبرمة في اجتماعات أستانا، وما إن وصل الرتل التركي إلى قرية الكماري التي تبعد مسافة 4كم عن بلدة العيس، حتى بدأت الميليشيات الإيرانية المتمركزة في جبل عزان وبلدة الحاضر بريف حلب الجنوبي، باستهداف المنطقة التي يتواجد فيها الرتل التركي، براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى توقفه.
وبعد تعرض الرتل التركي للقصف، عاد إلى الفوج 46 في ريف حلب الغربي، ومن ثم إلى منطقة تل الكرامة بريف إدلب، وتمركز حتى ظهر الثلاثاء، حيث عاود انطلاقته باتجاه ريف حلب الجنوبي، وعند وصوله إلى منطقة الصومعة التي تقع شرق الفوج 46، بدأت قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في جبل عزان وبلدة الحاضر، بقصف المناطق التي سيذهب إليها الرتل في ريف حلب الجنوبي، مما أدى توقفه لمدة ساعتين في منطقة تواجده، ومن ثم بدأ بالعودة إلى مكان تمركزه السابق، وعند وصوله إلى مدينة الأتارب، تعرض إلى عملية تفجير بعبوة ناسفة في إحدى حاملات الآليات، نجم عنها مقتل جندي وجرح آخرين، ما دفع الرتل بالعودة إلى معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية.
وتعتبر هذه الحادثة الثانية التي تعمل فيها إيران على إفشال أي اتفاق روسي تركي بمعزل عنها، حيث استهدفت حافلات نقل أهالي كفريا والفوعة في شهر نسيان/أبريل الماضي، في نقطة تمركزهم في منطقة الراشدين، بسيارة مفخخة، لتعطيل اتفاق المدن الأربعة.
وفي سياق متصل، تحشد الميليشيات الإيرانية عناصرها في جبل عزان وبلدة الحاضر بريف حلب الجنوبي، لمهاجمة مناطق ريف حلب الجنوبي بهدف الوصول إلى بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، ناسفة بذلك اتفاق خفض التصعيد ونقاط المراقبة في ريفي حلب وإدلب، من خلال منع وصول الجيش التركي إلى بلدة العيس الاستراتيجية.
يقول المقدّم فارس البيوش، وهو قيادي في الجيش السوري الحر، إن "ما حصل هو امتعاض إيراني من محاولة تقليص نفوذها، وتحاول دائما إثبات نفسها ووجودها في سوريا، إيران تتحالف مع الجميع، وعندما لا يتوافق أي اتفاق مع مصالحها تواجه حتى حلفائها".
وأضاف المقدم البيوش في حديث لبلدي نيوز "ربما رأت إيران أن بدخول القوات المراقبة التركية، محاولة لكف يدها بريف حلب الجنوبي لذلك بادرت إلى قصفه، لتكسب الوقت وتسيطر على مناطق جديدة، لأنها أحد الأطراف الضامنة لاتفاق خفض التصعيد".
وأردف البيوش "ما حصل سيتم حله سياسياً، تحت تفسيرات عدة منها أخطاء أو غيرها، كمحاولة استهداف مجموعات "إرهابية"، وستقف روسيا إلى جانب تركيا في هذا الأمر، كون تركيا باتت حليفا استراتيجيا لروسيا، ناهيك عن التقارب الروسي مع الجانب الأمريكي، الذي يسعى لتقليص التمدد الإيراني في سوريا".
واعتبر أن الرتل التركي سيعود إلى ريف حلب الجنوبي بعد تسوية سياسية بين الضامنين الثلاثة، ولن تكون هناك ردة فعل عسكرية لأن تركيا وإيران تمران بظروف لا تسمح لهما بمواجهة عسكرية في سوريا.
ويرى المقدم البيوش أن عودة الرتل التركي ستكون بعد اتخاذ اجراءات أكثر ملائمة وليس كالمرة الأولى، إذ كانت مبنية على الثقة فقط.
الجدير بالذكر أن منطقة ريف حلب الجنوبي، تقع تحت سيطرة الميلشيات الإيرانية، التي أنشأت قاعدة عسكرية في جبل عزان الاستراتيجي، والذي سيطرت عليه بشكل كامل في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2015، ومناطق أخرى وصولاً إلى بلدة العيس، قبل استعادتها من قبل "جيش الفتح" في شهر نسيان/أبريل من عام 2016، حيث تكبدت إيران خسائر بشرية كبيرة، بينهم قادة في الحرس الثوري، قُتلوا في بلدات خان طومان وخلصة والعيس بريف حلب الجنوبي.

مقالات ذات صلة

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

مصادر تكشف طريقة تنقل ميليشيات شرق سوريا

طائرات إسرائيلية تغير على تل الجابية في درعا

"الهيئة" تمنع إقامة فعالية ثورية في إدلب

إسرائيل تكشف عن هوية الشخص الذي استهدفته في المزة بدمشق

من جديد.. خارجية النظام ترد على غارات إسرائيل على سوريا