بلدي نيوز – (عمر يوسف)
قبيل أيام قليلة على انعقاد مؤتمر "سوتشي" الذي يتم برعاية روسية، أعلنت موسكو أنها وجهت الدعوة لنحو 1600 شخصية سورية لحضور ما أسمته "مؤتمر الحوار الوطني السوري"، في الوقت الذي قاطعته معظم أطراف المعارضة السياسية والمسلحة، فلمن وجهت روسيا تلك الدعوات؟ وما هو مستوى ثقل هذه الشخصيات المزمع مشاركتها؟
من خلال البحث والتقصي تبين أن الشخصيات المدعوة إلى "سوتشي" تحت مسمى فصائل معارضة، لم تكن يوما تعنى بأهداف الثورة السورية وتحقيق مطالب الشعب السوري، بل كانت تبحث عن مكاسب فردية عبر حمل السلاح والانخراط في قتال النظام كمسوغ لأعمال أخرى، لا بل إن بعضاً منها سلم أحياء بكاملها لنظام الأسد وسط غموض يلف تفاصيل ذلك.
ولعل أسماء تلك الشخصيات كافٍ للإجابة على السؤال، ومنهم قائد مجموعة يدعى "أبو بحر" الذي كان قائد كتيبة في "اللواء الأول" التابع للمعارضة والعامل في حي برزة الدمشقي، وكان لـ"أبو بحر" دور في تسليم حي برزة لقوات النظام، وهو معروف بتواصله مع النظام منذ بدء الثورة السورية، ورغم ذلك كان يخرج في مظاهرات ضد النظام وأيضا مسيرات مؤيدة له في الوقت ذاته!.
وفي عام 2014 وبعد توقيع هدنة حي برزة، بدأ "أبو بحر" تجارة المحروقات إلى الغوطة الشرقية، وفتح متجراً لبيع المحروقات بالتنسيق مع النظام، وكان يغطي احتياجات أغلب الفصائل بالمحروقات بعد أن يتم إدخالها من خلال ضابط وسيط في نظام الأسد يدعى "قيس فروة".
وفي أيار من العام 2015، تم تسليم حي برزة للنظام، ليقوم حينها "أبو بحر" بعقد "مصالحة" مع النظام والقتال في صفوف ميليشيا "درع القلمون" على رأس مجموعة من مقاتليه السابقين، وشارك "أبو بحر" في معارك عديدة مع "درع القلمون" ضد تنظيم "الدولة" في ريف حماة، وتم تكريمه أكثر من مرة من قبل "درع القلمون"، وظهر في مقاطع مصورة عديدة.
الشخصية الثانية المثيرة للجدل، والتي تلقت دعوة روسية لحضور "سوتشي"، هو "سمير الشحرور" الملقب بـ"المنشار"، وهو من أوائل من حمل السلاح في حي برزة، وشارك في عشرات المظاهرات، في حيث يعتبر من أبرز الشخصيات المسؤولة عن عمليات الخطف، وغالباً ما كان يبرر ذلك بأن المخطوف "شبيح" أو "علوي".
وبعد هدنة برزة في العام 2014، بدأ بالتجارة لصالح الغوطة بالتنسيق الكامل مع النظام، وأصبح من أصحاب رؤوس الأموال، ويتهم بشكل أساسي بتسليم الحي للنظام في أيار 2017، قبل أن يتطوع مثل "أبو بحر" في ميليشيا "درع القلمون".
كذلك وجهت الدعوة لـ"خالد خضر" الملقب بـ"العمدة"، الذي شارك في العمل المسلح في المعضمية وداريا، وشغل منصب قائد مجموعة في "لواء الفتح المبين" سابقاً حتى هدنة العام 2013، حين انضم إلى "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" وشغل منصباً لوجستياً وشارك في معارك الفصل بين داريا والمعضمية في العام 2016.
وخلال "تسوية" في العام 2016 وخروج الفصائل نحو الشمال، قام العمدة بـ"تسوية وضعه"، ورشح نفسه لقيادة "اللجان الشعبية" تحت إشراف مكتب أمن "الفرقة الرابعة"، وفاز "العمدة" في انتخابات قيادة ميليشيا "درع العاصمة" المسؤولة عن حماية المعضمية.
وتطول القائمة عن تلك الشخصيات المدعوة لـ"سوتشي" لتمثيل الشعب السوري وقيادة حوار بين مكوناته يفضي إلى حل سلمي!!.. وقد تكون النماذج التي أوردها هذا التقرير غيضاً من فيض باقي الـ1600 المدعوين لتكريس الاحتلال الروسي في سوريا وإرساء دعائم نظام القتل في دمشق.