صحيفة غربية: السبب الكامن وراء "الكارثة السورية" هو نظام الأسد - It's Over 9000!

صحيفة غربية: السبب الكامن وراء "الكارثة السورية" هو نظام الأسد

New State Man – ترجمة بلدي نيوز
الجدل في البرلمان البريطاني حول توسيع الضربات الجوية من قبل بريطانيا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ليشمل أهدافاً في سورية (والذي كان مقتصراً على العراق) تركز على مدى فاعلية هذا النهج، ومن الجدير ذكره أنه رغم فائدته المحدودة، لكن هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نفعل ذلك.
حملة عسكرية من هذا النوع لن تشكل تهديداً وجودياً لتنظيم "الدولة"، ولكن الحرب الجوية فعالة بطرق اخرى، بصورة رئيسية عن طريق قتل عدد من قادة التنظيم ووقف توسعهم، والأهم من ذلك أن الطائرات البريطانية (بدون طيار) قد استهدفت في سورية الأفراد الذين يخططون لشن هجمات إرهابية ضد بريطانيا.
وقد غاب هذا عن المناقشة البرلمانية، حيث قال عدد من النواب أن قصف أهداف التنظيم في سورية سيجعل بريطانيا أقل أمناً، هذا تفكير غير سليم، فلقد أحبطت وكالة الاستخبارات ما لا يقل عن سبعة مخططات إرهابية ضدنا ولذا يجب ان نفعل شيئاً لتخفيف هذا الخطر على الرغم من أن الخطر لم يصل لشواطئنا بعد، ولكنه وصل لجارتنا وحليفتنا فرنسا، وبالتالي المزيد من الهجمات لا مفر منها، وكما قال ديفيد كاميرون في البرلمان، "إذا كنا لن نفعل شيء  الآن. . . فمتى؟"
ولكن الصحيح أيضاً أن استهداف التنظيم في سورية سيساعد بشكل محدود في إنهاء الحرب هناك، لأن السبب الكامن وراء الكارثة السورية هو نظام الرئيس بشار الأسد، ولا يمكن إحراز أي تقدم طالما لا يزال في السلطة.
في طرح قضية الحرب الجوية في سورية، أشار كاميرون إلى أن هناك ألاف الثوار المعتدلين في سورية ممن لا ينتمون للجماعات الجهادية كتنظيم الدولة أو جبهة النصرة، وإذا كنت نتوقع من هؤلاء المقاتلين مكافحة التنظيم فعلينا كسب ثقتهم، وللقيام بذلك، نحن بحاجة للتخفيف من حدة المخاوف المتعلقة بمستقبل الأسد، وأن نوضح أن لا دور له على المدى الطويل في مستقبل البلاد.
ففي الحين الذي يستحوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" على مخيلة الغربيين، شعباً ومسؤولين وسياسيين، فإن الثوار السوريين يركزون كل اهتمامهم على الأسد، فهو الخطر الرئيسي الذي يهدد الحياة اليومية في بلدهم، والسبب الرئيسي أن أكثر من أربعة ملايين سوري قد أصبحوا لاجئين.
يجب أن نضع باعتبارنا كيف يستخدم نظام الأسد البراميل المتفجرة، وهي ميزة إجرامية ومتسقة مع حربه، ففي يوم واحد من شهر تشرين الأول، قتل أكثر من 100 مدني، بينهم العديد من النساء والأطفال، بعد أن أسقطت قوات الأسد براميل متفجرة على أجزاء من شرق حلب.
الثوار السوريين يرون الطائرات الامريكية والفرنسية تحلق في سماء المنطقة، ولكنهم لا يفهمون لماذا يتم استهداف التنظيم فيما يُسمح للأسد بمواصلة سفك دماء الشعب السوري، فلكل جريمة ارتكبها التنظيم هناك ما يماثلها من الجرائم التي قام بها الأسد، فهما قوات تكافلية، يغذون بعضهما لفرض شمولية مختلفة على المنطقة.
بعض الأشخاص قد لا يفهمون ذلك، ففي مسيرة ضد الحرب على سورية الأسبوع الماضي، قال "طارق علي" وهو أحد المتظاهرين: "إن كان كاميرون جاد في محاربة التنظيم فيجب عليه أن يقاتل إلى جانب الأسد والروس"، هذا الرأي الذي يقول أنه رغم سحق الأسد لشعبه وتدمير بلاده، إلا إنه لا يمثل تحدياً حقيقياً للنظام العالمي هو رأي تغاضى عن التاريخ البعثي المجرم، والذي حجبته أهوال الدولة الإسلامية في الآونة الأخيرة.
ورغم أن تركيا اليوم هي الطريق الرئيسي للشبان الباحثين عن الانخراط في الجهاد، فالشيء نفسه ينطبق على سورية بعد غزو العراق عام 2003، فقد أظهرت السجلات الإلكترونية التي تم استعادتها من سنجار، العراق، كيف أن أعضاء في تنظيم القاعدة انضموا للجهاد هناك بتواطئ كامل من المخابرات السورية الرسمية.
لقد كان لغزو العراق عام 2003 العديد من أوجه القصور، ولكن الأسد ساهم بشكل مباشر بزعزعة الاستقرار في العراق ما بعد الحرب، وبهذه العملية، ساهم في مقتل جنودنا البريطانيين.
وبالمثل، فإن "الدولة الإسلامية" قد أثرت على الرأي العام بعد ذبح الصحفي "جيمس فولي" العام الماضي، ولكن سياسة استهداف الصحفيين في الحرب نشأت مع نظام الأسد، فعندما حاصرت القوات السورية حي بابا عمرو في حمص في عام 2012، وأغلقت عليه بشكل كامل، ثم قصفته بلا رحمة، قتلت ماري كولفين، المراسلة الحربية لصحيفة صنداي تايمز وريمي اوشليك مصور وصحفي فرنسي، كما كشف منشقين عن النظام السوري كيف أمر الأسد قواته استهداف الصحفيين من أجل منعهم من الإبلاغ عن جرائم إدارته. 
إن التخلي عن المنطقة لن يجعلنا أكثر أمناً ولن يضعف التنظيم، كما أن مزيد من الفظائع الإرهابية في أوروبا لا مفر منها والمخاطر التي يتعرض لها بلدنا شديدة بشكل خاص، وبحلول الوقت الذي ندرك تلك التهديدات، فإن ذلك سيكون متأخرا جداً.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا