بلدي نيوز – حمص (صالح الضحيك)
بلغ عدد الشهداء في محافظة حمص خلال عام 2017 قرابة 604 مدنياً، كان النصيب الأكبر منهم من الريف الشرقي، حيثُ استشهد 412 منهم في معارك ريف حمص الشرقي، فيما تقدمت قوات النظام على حساب تنظيم "الدولة" في الريف الشرقي.
"الدولة" يخسر كل مواقعه بحمص
وخلال العام 2017 تقدمت قوات النظام في ريف حمص الشرقي تقدماً كبيراً على حساب تنظيم "الدولة"، فقد استطاعت قوات النظام بحملة عسكرية كبيرة بدأت مع بداية العام طرد تنظيم "الدولة" من الكثير من المناطق، ففي الشهر الأول من عام 2017 حاصر تنظيم "الدولة" مطار "تي فور" العسكري من ثلاثة محاور، لتبدأ قوات النظام عملية عسكرية كبيرة في ريف حمص الشرقي، حيث استطاعت طرد التنظيم من أطراف مطار "تي فور" العسكري والسيطرة على مفرق "حيان" وصولاً للكتيبة الروسية قرب مدينة تدمر.
وفي شهر آذار الماضي تمت السيطرة على مدينة تدمر بدعم جوي مكثف من الطيران الحربي الروسي من قبضة تنظيم "الدولة"، بعد خسارة التنظيم لجبل "الطار" وهو أهم موقع استراتيجي، حيث إنه يكشف المدخل الغربي للمدينة.
وبدأ التنظيم يتراجع يوماً بعد يوم إلى حدود مدينة السخنة، مع متابعة قوات النظام تقدمها بريف حمص الشرقي بدعم من ميليشيات "حزب الله ودرع القلمون والدفاع الوطني"، حتى وصلت إلى مشارف مدينة السخنة في تموز، رغم الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها، لتتابع قوات النظام عملياتها وتسيطر على جبل "الطنطور والضاحك" قرب مدينة السخنة، وتمت السيطرة على المدينة في شهر أب، وفتح طريق دمشق - دير الزور بعد إغلاقه قرابة أربع سنوات.
ولم يبقَ لتنظيم "الدولة" في ريف حمص الشرقي إلا السيطرة على بعض المناطق قرب منطقة "حميمة والمحطة الثانية" على الحدود الإدارية بين مدينتي حمص دير الزور، ليعود التنظيم في معركة "أبو محمد العدناني" في أواخر شهر أيلول، ويشن هجمات قوية على مواقع قوات النظام استطاع من خلالها السيطرة على جبلي "الطنطور والضاحك" وقرية "شنهص" غرب مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، وقصر الحير والطيبة شمال مدينة السخنة، بالإضافة إلى حقل (القليع) وشركة غاز (القليع) شرق مدينة السخنة، ومفرق (البغالة) وخمسة حواجز لقوات النظام.
واستطاع التنظيم فرض سيطرته على مدينة القريتين بعملية مباغتة ضد قوات التنظيم إثر تحرك خلايا نائمة من داخل المدينة، لتحاصرها قوات النظام لمدة 21 يوماً، استطاعت بعدها إعادة السيطرة عليها في 21/10/2017، واكتشف أهالي القريتين مجزرة مروعة ارتكبها عناصر التنظيم راح ضحيتها حوالي 100 شهيد من المدنيين، وقد استشهد من مدينة القريتين 113 مدني خلال عام 2017، أما مدينة تدمر فقد استشهد 208 أشخاص أغلبهم في مدينة الرقة، إثر قصف التحالف الدولي لمدينة الرقة، وقد استشهد في مدينة السخنة 93 شخصا أثناء العمليات العسكرية في ريف حمص الشرقي والرقة ودير الزور.
تهجير الوعر
في حمص المدينة، شهد عام 2017 تهجير أهالي حي "الوعر" بعد اتفاقية عقدت مع قوات النظام بإشراف روسي، بعد عملية عسكرية دامت حوالي 20 يوما، استخدمت فيها قوات النظام جميع أنواع الأسلحة بما فيها "النابالم" والطيران الحربي، استشهد على إثرها 39 مدنياً بينهم أطفال ونساء.
وقد خرج من أهالي حي الوعر 11 دفعة، سبع منها إلى ريف حلب الشرقي، وثلاث إلى محافظة إدلب، فيما توجهت دفعة واحدة إلى ريف حمص الشمالي.
وكانت أولى الدفعات انطلقت خارج الحي في 18 آذار الماضي إلى مدينة جرابلس شرق حلب، وتوالت الدفعات بالخروج بشكل أسبوعي تقريبًا، في ظل اتفاقية تقضي بخروج مقاتلي المعارضة ومن يرغب من المدنيين حيث خرج قرابة 25 ألف مدني من الحي.
عام هادئ في الريف الشمالي المحرر
أما في الريف الشمالي لحمص، فلم تتغير خارطة السيطرة نهائياً مع هدوء نسبي لقصف الطيران الحربي على مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، بالإضافة لقصف مدفعي طال مدن وبلدات الريف، واستشهد خلال هذا العام في ريف حمص الشمالي 151 مدنياً توزعوا على مدينة تلبيسة 58 شهيد مدني، في الرستن 29شهيدا، والحولة 41 شهيدا، الغنطو 12 شهيدا، وتيرمعلة 10 شهداء، وشهيد في بلدة الدار الكبيرة.