بلدي نيوز (عمر يوسف)
أفرزت جلسات مؤتمر "أستانا8" في ختامها، اليوم الجمعة، بارقة أمل لأهالي المعتقلين القابعين في سجون نظام الأسد، عن طريق تشكيل مجموعة مختصة بهذا الملف الشائك، في الوقت الذي شكك سياسيون سوريون بجدوى وجدية العمل على حل القضية في وقت قريب من قبل المجموعة.
فحسب البيان الختامي لمؤتمر (أستانا8) فإن "الأطراف المشاركة في المحادثات السورية في اتفقت على تشكيل مجموعة عمل لتبادل الأسرى والمعتقلين والمخطوفين وجثث القتلى، وتحديد هويات المفقودين".
خطوة أولى على طريق طويل
وفي تفاصيل الجلسة وطرحها هذا الملف، قال رئيس وفد المعارضة السورية "أحمد طعمة" في تصريحات إعلامية إنه حصل بعض التقدم في هذا الملف، مضيفا أن الدول الضامنة أقرت الشكل العام لآلية معالجة قضية المعتقلين والمفقودين، وأكد أنه تم التوافق على الدخول في التفاصيل، وتشكيل لجان تتولى وضع قوائم بأسماء المعتقلين تمهيدا لإقرار الآلية نهائيا وتنفيذها.
أحمد طعمة المتفائل بختام الجلسة بأستانا، صرح أيضا أن هذا الملف هو ما جاء وفد المعارضة من أجله إلى أستانا.
أما المبعوث الأممي ستافان دي مستورا، القادم من جولة فاشلة جديدة من جولات جنيف، وجد فرصة للتعليق إيجابا بقوله إن "تشكيل مجموعة بحث ملف المعتقلين خطوة أولى جديرة بالثناء باتجاه وضع ترتيبات بين الأطراف المتحاربة".
في حين كان تصريح رئيس وفد نظام الأسد- المتنقل من جنيف لأستانا لسوتشي- عبثيا بعيدا عن مسؤولية وأهمية الملف الذي يؤرق آلاف السوريين، حيث طالب الجعفري برحيل القوات التركية والأمريكية من سوريا.!
معارضون: رهان السراب!
لكن المؤتمر ونتائجه لم ترق لسياسيين وناشطين معارضين لنظام الأسد، حيث وصفها البعض بأنها خطوة نحو التنازل والاستسلام وتقديم المسوغات للذهاب إلى مؤتمر "سوتشي" المنظم برعاية روسية، والتعامي عن مجازر روسيا التي يجتمعون بوفدها.
السياسي "بسام جعارة" قال في تغريدات له ردا على المؤتمر "الأكاذيب التي يروجها وفد أستانا وديمستورا حول تحقيق تقدم في قضية المعتقلين مجرد أكاذيب لتبرير الذهاب إلى سوتشي .. القرارات الأممية نصت على إطلاق سراحهم قبل البدء بمباحثات جنيف. تشكيل مجموعة عمل لبحث أوضاعهم هو تنازل جديد".
أما المفكر والمعارض السوري "برهان غليون"، فقال في منشور له "الرهان في أستانا على الروس في إطلاق سراح المعتقلين من النساء والرجال كالسراب.. يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا".
ويشكل ملف المعتقلين في سجون نظام الأسد أحد أبرز الملفات الشائكة التي دأب النظام على تغييبها والتهرب من طرحها أثناء جولات المباحثات المتعاقبة في جنيف وأستانا.
ولا تتوفر أرقام دقيقة عن عدد المعتقلين والمغيبين قسراً في سجون النظام، فيما تقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان عدد المعتقلين بـ92877 فضلاً عن 76656 من المغيبين قسرياً، حيث يعمد النظام إلى استخدام أساليب قهرية مضاعفة عبر حالات الاعتقال التي لا يتم الإفصاح عنها أو الاعتراف بوجودها.