بلدي نيوز – (كنان سلطان)
لم تمضِ سوى أيام قليلة على إعلان قوات سورية الديمقراطية "قسد" سيطرتها على كامل الريف الشرقي لدير الزور، التي تعد آخر مناطق تواجده، شرقي سوريا، لتأتي روسيا وتجدد هذا الإعلان، وتقول بأن المناطق على ضفتي الفرات، باتت خالية من أي وجود للتنظيم، في وقت لاتزال هناك مساحات يسيطر عليها مقاتلو التنظيم.
التنظيم يقاتل في أكثر من جبهة، جنوبي الفرات وشرقه، مع الإقرار التام بقرب انتهاء المعارك والسيطرة النهائية للأطراف المتصارعة على المحافظة، لكن ما يثير الاستغراب هو السعي لإطالة أمد وجوده في بعض المناطق، بعد أن خسرت أمريكا الرهان في السيطرة على البوكمال، التي سبقها إليها "قاسم سليماني" مدججا بمليشيات تدين بولاء مطلق له ولدولته، فضلا عن رغبة لدى أمريكا في إطالة أمد وجود التنظيم ولو على شكل جيوب لاعتبارات هي تراها موجبة.
في الصدد؛ قالت مصادر خاصة لبلدي نيوز بأن وساطات عشائرية تجري بين كل من التنظيم وقوات سورية الديمقراطية، تهدف إلى ترويض مقاتلي "الشعيطات" الذين على مايبدو أنهم أفرطوا في تفاؤلهم بقيادة تحرير بلداتهم وقراهم، وهذا ما يفتح الباب واسعا أمام احتمال استخدام هؤلاء كوقود لحرب لا يعلمون أبعادها.
وعن إعلان روسيا القضاء على وجود التنظيم شرقي سوريا، يقول الكاتب الصحافي (فراس علاوي) "إعلان الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)، انتهاء العمليات العسكرية في سوريا، و(تحرير) جميع المناطق، هو في إطار حرب إعلامية، تحمل دلالات ورسائل بالغة الخطورة، لتثبيت بعض الوقائع التي فرضتها القوة المفرطة المستخدمة طوال سنتين".
وأشار (علاوي) في حديثه لبلدي نيوز إلى أنه "لاتزال هناك مناطق في ريف دير الزور، تخضع لسيطرة تنظيم الدولة في الريف الشرقي لدير الزور، حيث لم تدخل قوات نظام الأسد إلى العديد من القرى، في ريف البوكمال، وتمتد هذه المنطقة لمسافة 20 كم جنوب نهر الفرات".
وأضاف "كذلك لم تسيطر قوات (قسد) على مناطق واسعة من الريف الشرقي، شمال نهر الفرات حتى اللحظة، مثل بلدتي (هجين والشعفة)، وتمتد سيطرة التنظيم على مساحة تصل قرابة 50 كم، وهي التي تشهد مواجهات بين الجانبين، وتعرضت مناطق منها لقصف جوي خلف أكثر من 26 شهيدا من المدنيين".