بلدي نيوز – مضايا (جواد مضايا)
منذ أيام قليلة ومع اشتداد وتيرة الحصار الذي تفرضه ميليشيا "حزب الله" اللبنانية على مدينة مضايا بريف دمشق، وصل سعر الكيلو غرام الواحد من حليب الأطفال لأكثر 150 دولار أمريكي.
ولم يتوقف الأمر عند مادة حليب الأطفال والتي تعدّت اليوم وبحسب مراسل بلدي نيوز في البلدة سعر 300 دولار مع انعدامه تماماً، بل تعدى ذلك إلى ما يفوق القدرة على تحمل الجوع ومحاولة اسكاته بأية طريقة ممكنة.
حديثاً وثق مراسل بلدي نيوز في مضايا بالصور عروض لبيع ممتلكات تضمنت عقارات بكاملها مقابل عدة كيلو غرامات من الغذاء، حيث عرض بعض من الأهالي منازلهم وسياراتهم مقابل ما يسكت جوعهم حتى وإن كان لفترة وجيزة.
وبحسب المراسل فقد عرضت سيارات للبيع مقابل 10 كغ من البرغل، وأخرى عرضت مقابل 5 كغ من حليب الأطفال، في حين عرضت بعض المنازل مقابل 150 كغ من الطحين.
تقول "أم محمد" امرأة من البلدة لبلدي نيوز: "عرضوا علي بيع منزلي مقابل 200 كغ طحين"، وتضيف: "لدي أطفال يقتلهم الجوع أمام عيني، وإذا ما بقي الوضع على حاله فسوف أبيعه مقابل الطعام والخيمة"، مؤكدة بقولها: "ماذا سأفعل بالحيطان إن كانت معدة أطفالي فارغة؟".
وبحسب الأهالي في البلدة فالجوع ليس وحده ما يثر خوف الأهالي، بل تعدت مخاوفهم إلى أن يتم استغلال جوعهم من عناصر تابعة للميليشيا اللبنانية ومقايضتها بكيلوغرامات من الغذاء، وبالتالي يتم استملاك البلدة من قبل عناصر الميليشيا اللبنانية وغيرها من الميليشيات الطائفية (الإيرانية والعراقية) التي تحاصر البلدة.
من جهته "حسن الدبس" مسؤول اغاثي بجمعية "رياض الصالحين" يقول لبلدي نيوز: "هذا الشيء لا يمكن وصفه (شي يبكي)، عليك أن تتخيل أن الرجل بيننا اليوم يسعى لبيع بيته وممتلكاته (تعب عمرو) محاولاً انقاذ أطفاله من الموت جوعاً".
ويؤكد الدبس أن المخيف بالأمر أن العروض تأتي من "شبيحة" على علاقة بـ "الحزب"، موضحاً مخاوفه بالقول: "هاد الشي بيخلينا نخاف يكون الحزب عم يشتري بيوتنا مقابل اكلنا".
تجدر الإشارة إلى أن البلدة الواقعة في ريف دمشق الغربي تضم أكثر من 40 ألف مدني محاصرين منذ عدة شهور، آلاف منهم أطفال ونساء ومسنين، وبينهم آلاف ممن نزحوا إلى البلدة من مدينة الزبداني إثر الحملة العسكرية لميليشيات إيران و"حزب الله" في محاولتها الفاشلة باقتحام المدينة، لتعود هذه الميليشيات لاستخدام السلاح الأكثر فتكاً لـ "محور المقاومة" (اقتلهم جوعاً).