بلدي نيوز – (كنان سلطان)
تتصدر دير الزور واجهة الإعلام المحلي والعالمي اليوم، فقد أعلنت قوات سورية الديمقراطية "قسد"، عن إحكام سيطرتها على عموم الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، ولا يخفى حجم الدعم المقدم من قبل قوات التحالف، لهذه القوات، الذي ساهم بشكل فاعل في تحقيق التقدم على الأرض.
في الصدد؛ أعلنت "قسد" في بيان لها اليوم الأحد؛ وبحضور لافت من ممثل الجيش الروسي، الجنرال "ألكس كيم" مساعد قائد قاعدة "حميميم"، سيطرتها على الريف الشرقي لدير الزور، خلال لقاء جمعهم في بلدة الصالحية في دير الزور، وجاء في بيانها "بعد المقاومة البطولية التي قامت بها وحدات حماية الشعب، بالتعاون مع العشائر العربية من أبناء المنطقة، بالقضاء على إرهاب (داعش)، حررت منطقة ريف دير الزور شرق الفرات من الإرهاب بالكامل، بدعم ومساندة القوات الروسية في سورية، وقوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية".
وتوجه المتحدث (نوري محمود) باسم وحدات الحماية الكردية، التي تهيمن على "قسد" بالقول "نشكر القوى الدولية من التحالف الدولي، والقوات الروسية، بقيادتها في حميميم، على تقديم الدعم الجوي واللوجيستي والاستشارة والتنسيق على الأرض".
وأضاف (محمود) "ونأمل في زيادة هذا الدعم وتامين الحماية الجوية والتغطية اللازمة, ومع نهاية الحرب ضد الإرهاب، فإننا أمام مهام استراتيجية، تتمثل في تأسيس الحياة السلمية، والبنى التحتية، ليعود وطننا لعافيته".
في المقابل؛ نفت مصادر متطابقة سيطرة "قسد" المطلقة على الريف الشرقي، منوهة إلى وجود عدد من القرى والبلدات، التي ما تزال خاضعة لسيطرة التنظيم، وبعضها يشهد معارك بين الجانبين.
كل ذلك يكشف عمق التنسيق بين "قسد" والقوى الفاعلة على الأرض، ممثلة بروسيا والتحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، وبالتالي هذا يحيل إلى تحالف بالضرورة بين قوات النظام و"قسد"، التي طالما نفت علاقتها بالنظام.
ويقول الناشط السياسي (حمد شهاب الطلاع) عن ذلك "كل ما جرى ويجري منذ سبع سنين، يؤكد أن إسرائيل لازلت متمسكة بنظام "الأسد"، وتحديداً بقيادة الطائفة العلوية، وهذا ما يعكسه الموقف الأمريكي من الثورة السورية".
ويضيف (الطلاع) في حديثه لبلدي نيوز "أصبح واضحاً أن الكثير من التنظيمات، التي ظهرت على الساحة السورية، من قبيل "داعش والقاعدة وقسد"، هي تنظيمات وظيفية، وجدت لخدمة التوجه الإسرائيلي الأميركي، القاضي بوأد الثورة وإعادة تأهيل النظام، وعليه تمت مصادرة الحراك الكردي مبكرا لصالح حزب العمال الكردستاني، وذراعه السوري، لما يتميز به هذا الحزب من علاقة إستراتيجية مع نظام الأسد".
ويشير المتحدث إلى أن "حديث قيادة "قسد" عن نيتها الانصراف إلى العمل، لإعادة تأهيل البنى التحتية، وإعادة بناء الدولة السورية، هو مؤشر آخر يضاف إلى ما آلت إليه تركيبة هيئة التفاوض".
وأردف "وهذا ينبئ بأن الجهد الأميركي الروسي، ماض في عملية إنتاج دولة سورية، يقودها دستور يعتمد المحاصّة الطائفية والعرقية ونظام اللامركزية الإدارية، بقيادة الطائفة العلوية، التي تعد العمود الفقري للنظام، الذي يحكم سوريا منذ نصف قرن".
ويؤكد (الطلاع) على أن "قوات قسد أصبحت مهيأة لتسليم الأراضي التي تسيطر عليها للحكومة المركزية، التي ستنشئ لاحقاً باسم حكومة وحدة وطنية، وفق الرؤية الأميركية الإسرائيلية، التي هي المحرك الحقيقي لما تقوم به روسيا في سورية".
من جهته الصحفي (مضر الأسعد) يرى بأن الكشف عن التنسيق مع الروس، هو إصرارها على مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، على المشاركة في محادثات (جنيف وكذلك سوتشي)، ومن هنا يأتي هذا التحرك العلني لدعمهم".
وأوضح بأن الدعم الروسي والأمريكي والإيراني، مشروط على الدوام، بحيث يمنع مقاتلة النظام السوري، وأن يكون التنسيق مع النظام كاملاً، بشأن وجود النظام في حقول "النفط والغاز" في (رميلان والشدادي وكراتشوك والسويدية) إضافة لمطار القامشلي، يبقى تحت سيطرة النظام إضافة للمربع الأمني ووسط المدينة في القامشلي والحسكة".