بلدي نيوز-(كنان سلطان)
"إما أن تذهبوا وتقتلوها، أو لا تتركوها تموت مرضا"، إلى أصدقائي الكرد السوريين، القادرين على إنقاذ أمي".
بهذه الكلمات خاطب "احمد جاسم الحسين" المغترب، وهو المحاضر في إحدى الجامعات الهولندية، عبر صفحته في فيسبوك، من بيده الحل اليوم، مطالبا إنقاذ أمه العجوز، بعد أن بقيت وحيدة، و فرت خوفا من حربا لا تجد فيها إلا ما يزيد من أوجاعها، ويراكم خوفها وقلقها من مصير لا تدري بأية صورة سيكون.
وجاء في نداءه "الكرد الذين تشاركت معهم الشعر والنثر والعمل والحلم والشراب والطعام، نحو نصف قرن، إلى الكرد السوريين القادرين على إنقاذ أمي؛ روح أمي تناشدكم، دمها يلومكم كل لحظة، يلاحقكم، لا عذر لقادر منكم".
يقول أحمد: "أمي التي هربت خوفا ورعبا من بطش النظام وميليشياته وداعش، مستجيرة بالمناطق التي يديرها الكرد، يمنعها العساكر هناك من الوصول إلى المشفى للتداوي، ما تبقى من وجهها في الصورة، وعروق يديها هو ما تبقى من أمي".
يمنعها العساكر الذين يحكمون (مركدة) من الوصول إلى الحسكة للتداوي"، ويزيد أحمد: "مركدة التي احتضنت أرواح الأرمن الهاربين من البطش والقتل، قد تضم ما تبقى من جسد والدتي".
أم أحمد تسال ابنها في رسالة صوتية "أليس لك صديق كردي يستطيع أن يخرجنا من هنا؟، كان عندك (أصدقاء) أكراد كثيرين أين هم الآن؟".
أحمد يبحث عن إجابة تشفي وجع ما تبقى من أمه فيقول "بم تريدون أن أجيب أمي؟"،عنوانها هو مفرق مركدة/الرقاية/طريق البقايا/١٢كم حارة الشعيبي، اسمها نورة أحمد السلامة، ليس لديها رقم هاتف، ستجدون ما تبقى منها يعيش في خيمة، إما أن تذهبوا أو تقتلوها، أو لا تتركوها تموت مرضا".