بلدي نيوز – (عمر الحسن)
لم يتأخر تنظيم "الدولة" بالسيطرة على ريف الحسكة المحرر من النظام، وذلك بانقلاب على فصائل "الجيش السوري الحر" وفصائل إسلامية بالمنطقة بعد السيطرة على الرقة أوائل العام 2014، حيث فرض على بعضهم ما يعرف بالبيعة، وطرد البعض الأخر تحت التهديد بالقتل بعد إطلاق حكم الردة على جميع عناصر الفصائل الأخرى التي لا تتبع للتنظيم، كما كان أجبر في عام 2013 فصيل أحفاد الرسول على الانسحاب من محيط رأس العين قرب الحدود السورية التركية تحت التهديد، بعد أن خاض اشتباكات مع فرع التنظيم بمدينة الرقة.
وسيطر تنظيم "الدولة" على مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، وهي مدينة مهمة على الطريق بين الموصل معقله في العراق، والرقة معقله الرئيس في سوريا، وبالسيطرة على الشدادي المركز الرئيسي بالمحافظة الخارج عن سيطرة النظام، سقط بذات الفترة جبل العزيز وريف رأس العين وتل براك وتل حميس والهول بيد تنظيم "الدولة".
وخاض التنظيم اشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة ومقاتلي الجيش الحر الذين تجمعوا بأخر معاقلهم بالمحافظة في بلدة مركدة، وخاضوا معارك استمرت لأشهر في البلدة، انتهت بالسيطرة عليها التي تعد مفتاح الدخول إلى دير الزور.
وفي تموز/يوليو 2014، سيطر التنظيم على فوج الميلبية المعروف باسم الفوج 121 جنوبي مدينة الحسكة بنحو 20 كم، وأصبح على مشارف مدينة الحسكة، ما شكل حالة من الرعب لسكان المحافظة.
في شهري شباط/فبراير وآذار/مارس 2015، هاجم تنظيم "الدولة" بلدة تل تمر بريف الحسكة الشرقي، وسيطر على عدة قرى في محيطها، والمنطقة معروفة في كونها ذات أغلبية سكانية أشورية، وقد وانسحب من المنطقة بعد أيام من الاشتباكات مع الوحدات الكردية وقوات مسيحية تساندها.
لكن هذه المعادلة لم تدم طويلا حيث تمكنت الوحدات الكردية وبدعم جوي من التحالف الدولي، من السيطرة على مدينة تل براك وتل حميس في شباط/ فبرار 2015، وعلى ريف رأس العين الجنوبي والغربي في ربيع العام 2015، ثم التقدم من بلدة تل تمر ومدينة الحسكة والسيطرة على جبل عبدالعزيز في آيار/مايو 2015.
بالمقابل، فإن التنظيم الذي خسر مساحات واسعة وقتها قرر مهاجمة الحسكة، وسيطر على عدة أحياء بالمدينة في حزيران/يونيو 2015، وتقدم بشكل سريع على حساب قوات النظام، الذي اضطرت بالنهاية لطلب المساعدة من الوحدات الكردية حيث تساند الطرفان على صد التنظيم.
في تشرين الأول/أكتوبر 2015، أعلن عن تشكيل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كغطاء للفصائل المسلحة التي تدعم من قبل التحالف الدولي وتقودها الوحدات الكردية، وفي الشهر التالي تمكنت هذه القوات من السيطرة على بلدة الهول شرق الحسكة.
وفي شهر شباط/فبراير عام 2016، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي على مدينة الشدادي، وقطعت طريق الرقة عن الموصل، وأصبحت وجهتها بعد ذلك بلدة مركدة التي أعلنت السيطرة عليها أمس ضمن عملية يقودها مجلس ديرالزور العسكري التابع لقسد.