بلدي نيوز - (عمر الحاج حسين)
عمل نظام الأسد خلال العقود الماضية على إفقار السوريين ومنعهم من كافة الأعمال الابداعية والابتكارية التي تخلق لهم مداخيل مادية تحميهم من الفقر والعوز وترفع مستواهم المعاشي، ليتفاقم هذا الوضع مع بداية الثورة السورية، والتي حولها النظام لفرصة لسرقة ما تبقى عند السوريين من أموال.
لكن هذا الأمر ارتد عليه، فغياب قمع النظام أفسح المجال السوريين في المناطق المحررة لابتداع طرق ووسائل جديدة، تساعدهم على النهوض ومواجهة جميع التحديات لتأمين لقمة العيش، وكسب الرزق بأقل التكاليف للعيش في ظل غياب كافة وسائل وفرص العمل.
تربية الأسماك في أحواض صغيرة سواء منزلياً أو في الحدائق، طريقة جديدة تعلمها سكان الشمال السوري لاسيما في ريف حلب الغربي، وتناقلها عن أصحاب مهنتها الأساسية في ريف حماة الشمالي منطقة "الغاب".
"مصطفى" أحد مربي الأسماك في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي يروي لبلدي نيوز طريقة تربية الأسماك، قائلاً: "الأسماك من نوعي (السلور والكرب) هما الوحيدان اللذان يتعايشان في الظروف المناخية والأحواض الصغيرة البدائية، لافتاً أن هذه الأسماك تعيش في درجة حرارة وسطيا 37 درجة مئوية، حيث تقدر كثافة الأسماك على حسب وحدة الحجم فكل متر مكعب يتسع لما يقارب 20 سمكة وتختلف الأعداد بحسب نوع السمك.
وذكر مصطفى أن سمك "السلور" لا يستطيع العيش في فصل الشتاء أمّا سمك "الكرب" فيعيش صيفاً شتاءً، بيّد أن نمو الأخير في الشتاء ضعيف جداً، منوهاً إلى أن الحفاظ على حياة الأسماك يستوجب تبديل المياه كل 48 ساعة على أقل تقدير.
وبين أن أحد أحواضه الذي يبلغ طوله 20 متر بعرض 13 متر بعمق 4 أمتار، تم وضع بداخله 10 ألاف سمكة "فرخ" حيث يتم شراء الفرخ الواحد ب 7 ليرات سورية، ويتم تربيته لمدة أربة أشهر وبعدها يصبح للبيع وتباع بالكيلو الواحد حيث يباع الكيلو للتجار "550" ليرة سورية أمّا المفرق فيباع له "750" ليرة سورية.
ولفت "حاج حسين" أنه لا خوف على هذه المشاريع سوى من هجوم الأفاعي والضفادع البرية على الأحواض، وأكل جميع السمك الصغير في بداية نموه، منوهاً أن هذه الأسماك لا تمرض الا نادراً.
وأشار إلى أن المجهود اللازم لرعاية تلك الأسماك وهذا المشروع هو مراقبة الاحواض في بداية وضع الأفراخ الصغيرة، ومراقبة طعامهم والذي يعتمد على نوعين من الطعام "علفي، ومخلفات الحيوانات" فالتغذية العلفية تكون عن طريق إطعام الأسماك "القمح المكسر، والخبز اليابس، وعلف الدجاج"، ما يجعله مناسباً للعائلات التي لا تمتلك مزارع أو مصادر دخل ثابتة، ويصبح فرصة للحصول على مصدر دخل جيد وبخاصة أنه مشروع قابل للنمو، ودورة العمل فيه قصيرة.