بلدي نيوز - ريف حلب (عبد القادر محمد)
مع بدء موسم الشتاء، يسارع الفلاحون في ريفي حلب الشمالي والشرقي لحراثة أراضيهم وتجهيزها في من أجل زراعتها لاحقا، لكن مشكلة كبيرة تواجههم وتعيق دورة العمل الزراعي، وهي الألغام التي زرعها تنظيم "الدولة" بغزارة قبل انسحابه في الأراضي وبين الأشجار وعلى تخوم الطرقات.
فمنذ أن تحررت المنطقة من تنظيم "الدولة" في مثل هذا اليوم منذ عام، استشهد أكثر من عشرة مزارعين أثناء قيامهم بحراثة الأرض، ناهيك عن مربيي الماشية والأطفال الذين يلعبون ضمن الأراضي والمروج، وهو ما يجعلهم عرضة لخطر الموت بأية لحظة.
بلدي نيوز استطلعت بعض آراء المزارعين حول خطر الألغام، حيث قال الحاج "علي عمرو" من ريف حلب الشمالي "أملك أرضا زراعية مساحتها هكتارين، وهي كانت على خط جبهة، حيث قام تنظيم الدولة بزراعتها بالألغام، وبعد تحرير المنطقة ناشدنا عدة جهات لنزع الألغام لكن لم يسمح لهم الوقت لذلك لكثرة الألغام المزروعة في المنازل، حيث كانت لها الأولوية، ونتيجة التأخير وقدوم فصل الشتاء لم أتمكن من زراعة الأرض، وفي فصل الصيف جاءت فرقة هندسية ونزعت حوالي 35 لغما، ولم يكملوا العمل بسبب غزارة الألغام وإلى الآن لم أتمكن من زراعة الأرض".
وعن تكلفة حراثة الأرض، قال "محمد رزوق" أحد العاملين بالزراعة "إن سعر فلاحة الهكتار الواحد يكون عادة خمسة عشر ألف ليرة سورية، لكن الآن يصل سعر الهكتار في بعض الأحيان لمئتي دولار بسبب تخوف صاحب الجرار من انفجار لغم به".
وأضاف رزوق لبلدي نيوز "منذ يومين انفجر لغم بأحد الجرارات، لكن اقتصرت الخسائر على المادية، وهناك عدة أطفال أيضا انفجرت بهم الألغام عندما كانوا يلعبون بها، ما أدى لإصابتهم بجروح بليغة".
وعن مشكلة الألغام في الأراضي الزراعية، قال "علي عبود" وهو خبير في الألغام "إن تنظيم الدولة حرص على قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين من خلال زراعة الألغام بكثافة، وخصوصا بالأراضي الزراعية، كونها شاسعة يصعب تفكيكها".
وأضاف عبود أن "كثير من الألغام يصعب إيجادها بالأجهزة المتاحة، لأنها غلفت بشكل جيد وبعضها تبقى معدة للانفجار لعدة سنوات بسبب إحكام التغليف وبعض الأراضي الزراعية، وإن حرثت العام الماضي يبقى احتمال وجود ألغام واردا لأن بعضها لا ينفجر إلا على وزن معين، والآخر حجمه صغير ممكن أنه لم يتعرض لضغط مباشر".
يذكر أن ريف مدينة الباب شهد عدة حالات انفجار ألغام، ضحاياها مدنيون، أغلبهم من الأطفال كان آخرهم طفل في السابعة من عمره استشهد منذ يومين بلغم بإحدى الأراضي الزراعية.